الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حنا ) * في حديث صلاة الجماعة " لم يحن أحد منا ظهره " أي لم يثنه للركوع يقال حنا يحني ويحنو .

                                                          ومنه حديث معاذ " وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليحنا " هكذا جاء في الحديث ، فإن كانت بالحاء فهي من حنى ظهره إذا عطفه ، وإن كانت بالجيم ، فهي من جنأ الرجل [ ص: 454 ] على الشيء إذا أكب عليه ، وهما متقاربان . والذي قرأناه في كتاب مسلم بالجيم . وفي كتاب الحميدي بالحاء .

                                                          * ومنه حديث رجم اليهودي فرأيته يحني عليها يقيها الحجارة قال الخطابي : الذي جاء في كتاب السنن : يجني ، يعني بالجيم . والمحفوظ إنما هو يحني بالحاء : أي يكب عليها . يقال حنا يحني حنوا .

                                                          * ومنه الحديث " قال لنسائه - رضي الله عنهن - : لا يحني عليكن بعدي إلا الصابرون " أي لا يعطف ويشفق . يقال حنا عليه يحنو وأحنى يحني .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " أنا وسفعاء الخدين الحانية على ولدها كهاتين يوم القيامة وأشار بإصبعيه " . الحانية التي تقيم على ولدها ولا تتزوج شفقة وعطفا .

                                                          ومنه الحديث الآخر في نساء قريش أحناه على ولد ، وأرعاه على زوج إنما وحد الضمير وأمثاله ذهابا إلى المعنى ، تقديره أحنى من وجد أو خلق ، أو من هناك . ومثله قوله : أحسن الناس وجها ، وأحسنه خلقا [ يريد أحسنهم خلقا ] ، وهو كثير في العربية ومن أفصح الكلام .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي هريرة " إياك والحنوة والإقعاء " يعني في الصلاة ، وهو أن يطأطئ رأسه ويقوس ظهره ، من حنيت الشيء إذا عطفته .

                                                          ( س ) ومنه حديث عمر " لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا " هي جمع حنية ، أو حني ، وهما القوس ، فعيل بمعنى مفعول ; لأنها محنية ، أي معطوفة .

                                                          ( س ) ومنه حديث عائشة " فحنت لها قوسها " أي وترت ; لأنها إذا وترتها عطفتها ، ويجوز أن يكون حنت مشددة ، يريد صوت القوس .

                                                          ( هـ ) وفيه " كانوا معه فأشرفوا على حرة واقم ، فإذا قبور بمحنية " أي بحيث ينعطف الوادي ، وهو منحناه أيضا . ومحاني الوادي معاطفه .

                                                          * ومنه قصيد كعب بن زهير : [ ص: 455 ]

                                                          شجت بذي شبم من ماء محنية صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

                                                          خص ماء المحنية لأنه يكون أصفى وأبرد .

                                                          ( س ) ومنه الحديث " إن العدو يوم حنين كمنوا في أحناء الوادي " هي جمع حنو ، وهي منعطفه ، مثل محانيه .

                                                          * ومنه حديث علي - رضي الله عنه - " ملائمة لأحنائها " أي معاطفها .

                                                          * ومنه حديثه الآخر " فهل ينتظر أهل بضاضة الشباب إلا حواني الهرم " هي جمع حانية ، وهي التي تحني ظهر الشيخ وتكبه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية