الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نشر ) ( س ) فيه أنه سئل عن النشرة فقال : هو من عمل الشيطان النشرة بالضم : ضرب من الرقية والعلاج ، يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن ، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء : أي يكشف ويزال .

                                                          وقال الحسن : النشرة من السحر . وقد نشرت عنه تنشيرا .

                                                          ومنه الحديث فلعل طبا أصابه ، ثم نشره بقل أعوذ برب الناس أي رقاه .

                                                          والحديث الآخر هلا تنشرت .

                                                          وفي حديث الدعاء لك المحيا والممات وإليك النشور يقال : نشر الميت ينشر نشورا ، إذا عاش بعد الموت . وأنشره الله : أي أحياه .

                                                          ومنه حديث ابن عمر " فهلا إلى الشام أرض المنشر " أي موضع النشور ، وهي الأرض المقدسة من الشام ، يحشر الله الموتى إليها يوم القيامة ، وهي أرض المحشر .

                                                          ( س ) ومنه الحديث لا رضاع إلا ما أنشر اللحم ، وأنبت العظم أي شده وقواه ، من الإنشار : الإحياء . ويروى بالزاي .

                                                          [ ص: 55 ] وفي حديث الوضوء فإذا استنشرت ، واستنثرت خرجت خطايا وجهك وفيك وخياشيمك مع الماء قال الخطابي : المحفوظ استنشيت بمعنى استنشقت ، فإن كان محفوظا فهو من انتشار الماء وتفرقه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الحسن " أتملك نشر الماء ؟ " هو بالتحريك : ما انتشر منه عند الوضوء وتطاير . يقال : جاء القوم نشرا : أي منتشرين متفرقين .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عائشة " فرد نشر الإسلام على غره " أي رد ما انتشر منه إلى حالته التي كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أرادت أمر الردة ، وكفاية أبيها إياه ، وهو فعل بمعنى مفعول .

                                                          وفيه أنه لم يخرج في سفر إلا قال حين ينهض من جلوسه : اللهم بك انتشرت أي ابتدأت سفري . وكل شيء أخذته غضا فقد نشرته وانتشرته ، ومرجعه إلى النشر ، ضد الطي . ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث معاذ " إن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج عنها ما أعطي نشرها " نشر الأرض بالسكون : ما خرج من نباتها . وقيل : هو في الأصل الكلأ إذا يبس ثم أصابه مطر في آخر الصيف فاخضر ، وهو رديء للراعية ، فأطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث معاوية " أنه خرج ونشره أمامه " النشر بالسكون : الريح الطيبة . أراد سطوع ريح المسك منه .

                                                          ( هـ ) وفيه " إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير ولا يخصف " هو المئزر ، سمي به ; لأنه ينشر ليؤتزر به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية