الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نجا ) فيه : وأنا النذير العريان فالنجاء النجاء أي انجوا بأنفسكم . وهو مصدر منصوب بفعل مضمر : أي انجوا النجاء ، وتكراره للتأكيد . وقد تكرر في الحديث .

                                                          والنجاء : السرعة . يقال : نجا ينجو نجاء ، إذا أسرع . ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأنجاه غيره .

                                                          ( س ) وفيه : إنما يأخذ الذئب القاصية والشاذة والناجية أي السريعة . هكذا روي عن الحربي بالجيم .

                                                          [ هـ ] ومنه الحديث : أتوك على قلص نواج أي مسرعات . الواحدة : ناجية .

                                                          [ هـ ] ومنه الحديث : إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا أي أسرعوا السير . ويقال للقوم إذا انهزموا : قد استنجوا .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث لقمان : وآخرنا إذا استنجينا أي هو حاميتنا ، يدفع عنا إذا انهزمنا .

                                                          وفي حديث الدعاء : اللهم بمحمد نبيك وبموسى نجيك هو المناجي المخاطب للإنسان والمحدث له . يقال : ناجاه يناجيه مناجاة ، فهو مناج . والنجي : فعيل منه . وقد تناجيا مناجاة وانتجاء .

                                                          ومنه الحديث : لا يتناجى اثنان دون الثالث .

                                                          وفي رواية : لا ينتجي اثنان دون صاحبهما أي لا يتسارران منفردين عنه ; لأن ذلك يسوؤه .

                                                          ومنه حديث علي : " دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف ، فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه ، فقال : ما انتجيته ، ولكن الله انتجاه أي إن الله أمرني أن أناجيه .

                                                          ومنه حديث ابن عمر : قيل له : ما سمعت من رسول الله في النجوى ؟ [ ص: 26 ] يريد مناجاة الله تعالى للعبد يوم القيامة . والنجوى : اسم يقام مقام المصدر .

                                                          ومنه حديث الشعبي : إذا عظمت الحلقة فهي بذاء ونجاء أي مناجاة . يعني يكثر فيها ذلك .

                                                          ( س ) وفي حديث بئر بضاعة : تلقى فيها المحائض وما ينجي الناس أي يلقونه من العذرة . يقال منه : أنجى ينجي ، إذا ألقى نجوه ، ونجا وأنجى ، إذا قضى حاجته منه . والاستنجاء : استخراج النجو من البطن .

                                                          وقيل : هو إزالته عن بدنه بالغسل والمسح .

                                                          وقيل : هو من نجوت الشجرة وأنجيتها ، إذا قطعتها . كأنه قطع الأذى عن نفسه .

                                                          وقيل : هو من النجوة ، وهو ما ارتفع من الأرض . كأنه يطلبها ليجلس تحتها .

                                                          ( س ) منه حديث عمرو بن العاص : قيل له في مرضه : كيف تجدك ؟ قال : أجد نجوي أكثر من رزئي أي ما يخرج مني أكثر مما يدخل .

                                                          وفي حديث ابن سلام : وإني لفي عذق أنجي منه رطبا أي ألتقط . وفي رواية : أستنجي منه بمعناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية