الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( وعا ) ( ه ) فيه الاستحياء من الله حق الحياء : ألا تنسوا المقابر والبلى ، والجوف وما وعى أي ما جمع من الطعام والشراب ، حتى يكونا من حلهما .

                                                          * ومنه حديث الإسراء " ذكر في كل سماء أنبياء قد سماهم ، فأوعيت منهم إدريس في الثانية " هكذا روي . فإن صح فيكون معناه : أدخلته في وعاء قلبي . يقال : أوعيت الشيء في الوعاء ، إذا أدخلته فيه .

                                                          ولو روي " وعيت " بمعنى حفظت ، لكان أبين وأظهر . يقال : وعيت الحديث أعيه وعيا فأنا واع ، إذا حفظته وفهمته . وفلان أوعى من فلان : أي أحفظ وأفهم .

                                                          [ ص: 208 ] ( ه ) ومنه الحديث نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ، فرب مبلغ أوعى من سامع .

                                                          ( ه ) ومنه حديث أبي أمامة " لا يعذب الله قلبا وعى القرآن " أي عقله إيمانا به وعملا . فأما من حفظ ألفاظه وضيع حدوده فإنه غير واع له . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( س ) وفيه " فاستوعى له حقه " أي استوفاه كله ، مأخوذ من الوعاء .

                                                          * ومنه حديث أبي هريرة " حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين من العلم " أراد الكناية عن محل العلم وجمعه ، فاستعار له الوعاء .

                                                          * ومنه الحديث " لا توعي فيوعى عليك " أي لا تجمعي وتشحي بالنفقة ، فيشح عليك ، وتجازي بتضييق رزقك .

                                                          ( س ) وفي مقتل كعب بن الأشرف أو أبي رافع " حتى سمعنا الواعية " هو الصراخ على الميت ونعيه . ولا يبنى منه فعل .

                                                          وقيل : الوعى كالوغى : الجلبة والصوت الشديد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية