الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  أطفال بلا مدارس

                  ** وخلال مناقشته لقضية التعليم، تناول مشكلة أساسية، تشكل جانبا [ ص: 89 ] من القضية، هـي مشكلة الأمية..

                  إن برامج محو الأمية ثبت فشلها في كثير من البلاد الإسلامية بسبب طريقة التدريس ومواد الدارسة نفسها، والحل هـو: أن نبدأ بتعليم الأطفال أولا وتوفير المدارس لهم، فالأطفال في مناطق إسلامية كثيرة لا توجد لهم مدارس على الإطلاق، أو توجد مدارس تنصيرية لا يرغب المخلصون من المسلمين في إلحاق أبنائهم بها، والذين يدخلون هـذه المدارس معظمهم لا يستطيع مقاومة التنصير، حيث يستقطبون ويبعث بهم إلى الغرب، وحتى الاتحاد السوفيتي بدأ يستقطب أبناء المسلمين في أفغانستان ، وقد بعث من أطفالها (12) ألفا في سن السادسة إلى روسيا ليتعلموا هـناك، ومن المؤكد أنهم سوف يحولونهم كفارا ملحدين أو على الأقل يبعدونهم عن الإسلام تماما.. فقد عرفوا نقطة الضعف، بينما نحن لم نبذل جهدا في هـذا المجال، والرأي عندي هـو أن الاهتمام بالمدارس وتوفير المدرسين لها أهم بكثير من أي أسلوب آخر في الدعوة، ونستطيع أن نستخدم المواد والخامات المتوفرة في البيئة بدلا من إنشاء مدارس ضخمة لغرض المباهاة.. وقد نرى اليوم في مجتمعات إسلامية كثيرة من يريد - عن جهل - أن ينشئ مسجدا تصل تكاليفه عشرة ملايين دولار في بنجلاديش أو البرازيل أو هـنا أو هـناك، ولو أنه أنشأ مسجدا بمائة ألف بالطين أو الطوب أو الخشب لحقق الغرض، إننا لا نزال نعاني من مركب النقص، نريد أن نبني مساجد بقباب ومنابر فخمة وبالهواء المكيف، وننسى أننا بحاجة إلى نشر دور لتعليم الأطفال في مناطق المسلمين.. وأذكر أنه عندما ذهبت مجموعة من الأفراد لبحث موضوع المجاعة في أفريقيا وجدت في بعض المناطق أن عدد الأطفال المسلمين الذين يهيمون بلا مدارس يزيد على ثلاثمائة ألف في المنطقة الواحدة.. إننا نتهاون في قضية تعليم الأبناء، ثم نكافح الأمية عند الكبار، فكأننا في الحقيقة نعمل في فراغ.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية