الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  رد الفعل ونمطية العمل

                  ** هـل تعتقدون بأن مؤسسات العمل الإسلامي الشعبية استطاعت إلى حد ما أو ساهمت بشيء في تفكيك هـذه الصورة الواقعة؛ أم أنها حملت الأمراض التي يعيش فيها عصرها ويشكو منها؟

                  لا شك أن هـذه المؤسسات - في مرحلة من المراحل - خلصت الفرد المسلم من عملية الإحباط وسلحته بالأمل وأعطته حيوية، لكنها لم تستطع أن تستمر في أن تهيئه للدور الكبير الذي ينتظره، لذلك رجعت مرة أخرى إلى الخلف.

                  ** قد تقول بأنه استطاعت ولا شك أن تحقق ذاتها وأن تخلص الفرد المسلم من عقدة مركب النقص التي أحاطت به، ومن عقدة الافتتان بالآخرين، ونقلته لعملية الاعتزاز بالإسلام والإيمان به.. لكنها - فيما نعتقد – [ ص: 49 ]

                  توقفت عند هـذه الحدود ولم تستطع متابعة الطريق.. بمعنى أنها لم تستطع أن تتجاوز مستوى الخطبة لتقديم شيء من البرامج في الإطار الاجتماعي والإنساني والثقافي، دعك من المجال السياسي.. وكثيرا ما يؤثر الجانب السياسي على الجوانب الأخرى بالرغم من أن هـناك فرصا كثيرة متاحة يمكن ملؤها، فعدولنا عن هـذه القضايا التي نمتلكها لنقف بنمطية وصفوف واحدة في العمل والوسيلة والنظر أمام الجدار السياسي الذي لا نستطيع أن ننقبه من خلال الصورة العالمية والتحكم العالمي، أضاع علينا الكثير من الطاقات والمجالات وأحبط النفوس التي لم تستطع أن تميز بأن هـذا الخطأ في التعامل وليس خطأ في المبدأ.

                  لقد وضعت يدك على موطن الجرح وهو الانشغال برد الفعل.. فقد لبست المرأة الحجاب، وحتى لا يكون ذلك رد فعل فيجب أن يترافق ذلك بتحرك هـذه المرأة لتأدية دورها الحقيقي في التكوين والتربية، وأن تسلح بالعلم الشرعي والثقافة المطلوبة.

                  وكذلك حينما يظل الشباب واقفا أمام مسألة الجدار السياسي - التي لا يستطيع حلها لارتباطها بقضايا أكبر منه - بدل أن يتحرك نحو شيءآخر يعمله وينفذ فيه، فذلك إنما يحدث بسبب غياب المنهج العلمي عن التفكير في المشكلة.. وكل مشكلة من المشكلات لها منهج بحث يجب أن تبحث على أساسه حتى يكون بإمكاننا طرح أكثر من حل لها.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية