الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  النبوة الخاتمة

                  ** إن الاقتصار على فلسفة التاريخ في غيبة الرؤية الدينية الأصولية ( بشأن الكثير من المستشرقين ) قد يعني ـ من بعض الوجوه ـ محاولة لإلغاء دور النبوة الخاتمة.. ويخشى من أن تكون استعارة هـذا المنهج ـ الذي ربما لا يكون صارما ودقيقا ـ سببا في إيقاع كثير من المسلمين في عملية التشكك بإمكانية الانتهاء إلى نتائج علمية وإسلامية.. فما هـو تصوركم حول هـذه القضية ؟

                  ** إنني أدعو ـ لهذا السبب ـ إلى أن تدخل العلمية في مؤتمراتنا الإسلامية.. فما الذي يمنع من أن تأتي الرؤية العلمية المعاصرة إلى مؤتمراتنا وتتحاور في حضور الرؤية الدينية الأصولية ثم يعطينا توظيفا لما لديه من علم التاريخ وفلسفة التاريخ وغيرهما ؟

                  ** وقد تكون المشكلة من وجه آخر في التفسير المذهبي، لا المنهجي، للتاريخ الإسلامي والاقتصار على الفعل التاريخي بعيدا عن الظروف والملابسات ؛ حيث ينقلب الأمر إلى عملية انتقائية مذهبية أكثر منها منهجية تنتظم كل الحوادث وتعطيها تفسيرا..

                  ** لا شك أن هـناك عقولا كثيرة متمردة ثائرة، خلاقة مبتكرة وهي أيضا حائرة تبحث عن الإنقاذ.. وهي إما أن تنفجر أو أن تتجه إلى منقذ.. وبعبارة أخرى إما أن تنتهي بمأساة " إلتوسير " أو بإنقاذ " غارودي " .. و " إلتوسير " هـذا هـو أحد عمالقة الفلسفة المادية، قتل زوجته وهي نائمة إلى جانبه.. أما " غارودي " فبما أنه على علم بخلفيات الحضارة الغربية وابن الدار وشعر بالانكسار وبالعد التنازلي، فقد وجد في الإسلام المنقذ للعقل الحائر.. وهذه النهاية التي انتهى إليها " غارودي " أراها لكثيرين من " الغاروديات " أو العقول المتمردة في السنوات القادمة..

                  هذه حقيقة.. ولذلك فإن الإسلام سيكون سلوكا كونيا، ليس لقطيع من الخراف، وإنما لعقول متمردة، عقول تبحث عن المصداقية.. ومن هـنا سيكون له دور خطير في المستقبل، وهو ـ كما أكرر دائما ـ لن يتصدر في الكون في القرن الحادي والعشرين، ولن [ ص: 61 ] يدخل إلى الساحة العالمية كقدرة تطور جديدة تملي مزيدا من التطور في التكنولوجيا والصواريخ والأقمار الصناعية والقنابل اليدوية وغير ذلك، وإنما سيدخل قدرة خلاقة قادرة على الإنقاذ.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية