الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المجتمع الهندي.. والفراغ

                  ** قد يكون من المناسب الآن أن نتناول قضايا المسلمين في الهند .. والقضايا في الهند كثيرة، وجوانب العمل الإسلامي كثيرة، والثقافة الإسلامية كثيرة، فنريد أن تحدثونا عما ترون عن الوضع الإسلامي في الهند والثقافة الإسلامية في الهند.

                  في الحقيقة: الوضع الإسلامي في الهند يبعث الأمل.. لأن هـناك فراغا في الهند - في شبه القارة الهندية خصوصا - في هـذه المنطقة فراغ هـائل، فراغ خلقي، وفراغ ديني، وفراغ روحي.. فراغ لا يملؤه أحد إلا المسلمون.. فالمسلمون هـم وحدهم الذين يستطيعون أن يملؤوا هـذا الفراغ، وأن ينقذوا هـذه البلاد من الهوة العميقة السحيقة التي تتردى فيها وباندفاع وبسرعة؛ لأن الآن تغزو المجتمع الهندي الأنانية وحب المال، حب المادة الزائدة، نخشى على البلاد من الانهيار القريب.. فالمسلمون هـم وحدهم بفضل تعاليمهم الإسلامية، بفضل أنهم يحملون كتابا سماويا يؤمنون به، ولا يزالون يحملونه، وبفضل ما عندهم من بقايا الإيمان على علاتهم، بفضل ما عندهم من رمق للإيمان، من نفس يتردد فيهم، وقد فقدها المجتمع الهندوسي فقدا تاما، أفلس فيه إفلاسا إلى آخر حد.

                  فالمسلمون وإن لم يكونوا في ذات أنفسهم، ولكن بالنسبة للبلاد هـم الأمل الوحيد، فيستطيعون أن يكونوا مقام القائد، منقذ البلاد.

                  والثقافة الإسلامية كذلك - بحمد الله - للمسلمين نشاط فيها. والأمل الكبير في المدارس الشعبية، في المراكز الثقافية، والبيوت الشعبية التي تعيش على مساعدات [ ص: 35 ] الشعب فقط، على إعانات الشعب، ولعله الأنموذج المفقود في كثير من البلاد الإسلامية، تجدون هـناك المراكز الرئيسية مثل ديوبند ومظاهر العلوم في سهارنفور .. وهنا ندوة العلماء، لا تأخذ ولا فلسا واحدا من الحكومة؛ مع إلحاحها في أن تقدم مساعدات بأسماء مختلفة، بعناوين مختلفة، ولكن استطاعت بحول الله هـذه المراكز الثلاثة أو الأربعة، أن تحافظ على حريتها وشعبيتها إلى هـذا الوقت.. فالأمل فيها كبير؛ لأنها لا تدخل في سيطرة الحكومة، ولا تستطيع الحكومة أن تسلط عليها رغبتها مثلا أو منهجا تربويا خاصا أو تفرض عليها أشياء.. لا.. ثم لا.. تزال فيها روح التضحية وروح الذي يقوم بالاحتساب.. العمل المتطوع لا يزال باقيا في هـذه المراكز، فالشباب الذين يتخرجون فيها ينبثون في البلاد دعاة وخطباء وصحفيين ومؤلفين ومرشدين للعشب.. قليل منهم من يدخل في وظائف حكومية مثلا أو يدخل في اختبارات رسمية ثم يتولى بعض الوظائف الرسمية أو يذهب إلى بعض البلاد العربية، يدخل في جامعات حكومية، ويتخرج فيها ويتوظف، هـذا قليل نادر.. ولكن الأغلبية هـي التي تخرج من هـذه المدارس وتتولى مناصب دينية شعبية براتب زهيد، وبراتب كانوا يستطيعون أن يتقاضوا أكثر منه بسهولة.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية