الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معارك لا تنتهي ** في مستهل لقائنا معه: نواصل التعرف على الشيخ عبد الله كنون من خلال "الكلمة الطيبة"، التي كانت بعض وسائله في مجال العمل الإسلامي، حيث اشتغل بتأليف الكتب وبالكتابة الصحفية -مبكرا- منذ أيام الحماية الفرنسية.. فيقول:

                  ** كانت كتاباتي ذات شقين:

                  كتابات سياسية: وهي غالبا ما كانت للصحف المحلية التي أنشأتها أو كنت أشارك في تحريرها.. ولكن في الأوقات التي كانت الحماية الفرنسية تمنع صدور الصحف السياسية، كنت أكتب للصحف التونسية التي كانت تتمع بقدر من الحرية مثل صحيفة (الزهراء) وصحيفة (النهضة) و (الوزير) وهذه كانت متخصصة في النقد السياسي وما إليه.. كما كتبت أيضا عن قضية الظهير البربري في صحيفة (الفتح) الأسبوعية لمحب الدين الخطيب وكتبت في الصحف المصرية مثل الأهرام والمقطم وغيرهما..

                  والشق الثاني: يتمثل في معالجات بالصحف الأدبية ومن أشهرها ما كتبته في مجلة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله (الشهاب) ذات الرسالة السلفية، وأيضا في مجلة (الرسالة) للزيات، وقد تم ترشيحي -من خلال كتاباتي في الصحف والمجالات- عضوا في أول مجمع للغة العربية بدمشق.

                  أما الصحف الوطنية التي شاركت فيها فهي جريدة (أطلس) التي عطلت فور صدورها، وجريدة ( المغرب ) التي كانت تصدر من ( سلا ) وتم إيقافها كذلك.. وفي تطوان شاركت في جريدة (الأمة) وجريدة (الحياة) و (الحرية) و (الوحدة المغربية) التي كنت أتعاون في تحريرها مع إخوة آخرين، وكانت تمثل صورة من صور التعاون الوطني، إذ لم نكن نتلقى أية مساعدات أو مكافأت من أحد، بل كان الكتاب الذين يكتبون في صحيفة معينة، هـم الذين يقومون بتمويلها والإنفاق عليهآ.

                  أما أهم ما ألفت من الكتب فهو كتاب (النبوغ المغربي في الأدب العربي) الذي صدر سنة 1937م.. وولدت فكرته عندما وجدت أن كتب تاريخ الأدب العربي التي صدرت في المشرق العربي، لا يذكر فيها الأدب المغربي ولو بكلمة واحدة.. فأخذتني الغيرة مما دفعني لأجتهد في البحث عن تاريخ الأدب المغربي.. وقد كتب عليه الأمير شكيب [ ص: 108 ] أرسلان تقريظا، وكتب عنه العقاد ، وأذكر أنه عندما نشر الكتاب، أصدر الفرنسيون قرارا بمنعه من التداول ومحاكمة كل من يملك نسخة منه، إلا أن الإسبان، كرد فعل على الموقف الفرنسي، عرضوا علي دكتوراه فخرية -عن تأليفي الكتاب- من جامعة مدريد ولكني اعتذرت خوفا من مواقف سياسية قد يفرضها عليالإسبان مقابل تشريفهم هـذا.. وبعد الاستقلال أعدت النظر في الكتاب.. وطبع ثانية وثالثة ورابعة.. وأصبح يشكل مرجعا لكل من يكتب عن تاريخ الأدب المغربي..

                  هناك كتاب آخر هـو (معارك) الذي يضم مجموعة مقالات بعضها كتبته أيام الحماية وبعضها الآخر بعد الاستقلال إذ أن معاركنا لم تنته بعده..

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية