الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الأوعية الشرعية

                  ** في العالم الآن توجه للإسلام، يمكن أن نلحظ آثار ذلك في أكثر من مجال، في إقبال الشباب على المساجد، وفي المؤلفات الإسلامية، وفي انتشار المؤسسات والمراكز الإسلامية في كل أنحاء العالم، في أوروبا وأمريكا . يعني: حركة المد الإسلامي التي أسموها الصحوة الإسلامية أصبحت سمة بارزة؛ ما هـي في رأيكم الأمور الملحة الآن لترشيد هـذه الصحوة والأخذ بيدها في السير الإسلامي السليم الصحيح؟

                  أعتقد أن الركن الأساسي في هـذا هـو تعميق الفكرة الإسلامية.. فإن هـذه الصحوة أخشى أن تكون أكثر سطحية منها عمقا.. وأن تكون نشأت كرد فعل كذلك.. وردود الفعل لابقاء لها طويلا، إنما انعكاسات عصرية وسلبية، فيجب أن نعمق الفهم الإسلامي، وألا نتأخر في استثماره.. فإذا أهملناها نخشى أن تفقد القوة وترجع إلى الوراء.

                  ** أي أن هـذه الصحوة عبارة عن رد فعل لظروف وضغوط وواقع عصري معين، فإذا لم يستفد منها وتوضع لها الأوعية الشرعية وتعقل أو ترشد بشكل صحيح، يخشى أن تكون آنية؟

                  نشأت من السآمة، من المادية الرعناء التي طغت في هـذا العصر، وظهر رد الفعل لهذا في كثرة الانتحارات مثلا، وفي الإقبال على روحانية متطرفة مثلما تسمعون عن الكثير من الرهبان الهنود الذين يؤمنون بهم في أمريكا ، ويكون عليهم إقبال كبير، حتى في الكويت سمعنا أن أحد الرهبان الهنود قد ذهب إلى هـناك وبدأ يعرض الحلول للحياة، لمشكلات الشباب، وكان عليه إقبال كبير. وهذا كله بسبب رد الفعل. فهذه السآمة دائما - إذا درسنا تاريخ السآمة - دائما تقف عند حد.. فإذا انتهت إلى هـذا الحد ينشأ رد فعل آخر.

                  [ ص: 26 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية