الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  دليل عمل

                  ** لا شك بأن الجليات الإسلامية التي تعيش في البلاد الأوروبية مثل: بلجيكا وفرنسا وألمانيا ، وغيرها لها مشكلاتها المعروفة، وقد لاحظنا ذلك خلال زيارتنا لها، ولكن كأنما يلمح الإنسان بأنه لا توجد الدراسة الدقيقة عن هـذه المجتمعات ومداخلها وقوانينها وكيفية التعامل معها، أو دليل عمل - إن صح التعبير - للقضية الإسلامية وللعاملين معها، سواء على مستوى الجالية أو على مستوى الطلبة المبتعثين أو على مستوى أبناء الجالية الذين لا يزالون مستنقعين بنوعية معينة من الدراسات، عاجزين عن تجاوزها إلى غيرها، وكأن الإنسان ما شعر بأن القضية تأخذ نهجا علميا، وطريقا منهجيا، فهذه القضية في الحقيقة على غاية من الأهمية والخطورة: دراسة مداخل الشعوب وتاريخها وثقافتها وخريطتها العقيدية وكيفية التعامل معها، ووضع دليل عمل للقائمين هـناك والعاملين بالقضية الإسلامية، وبالنسبة لمركز بروكسل - الذي يتبع الرابطة - هـناك قضايا [ ص: 103 ] التعليم في المعهد القائم به، وقضايا الإذاعة الموجهة، حيث يمكن الاستفادة منها في تقديم دروس لتعليم اللغة العربية بشكل عام توجه للجالية، هـناك في الحقيقة إمكانات موجودة، لكن لا بد لها من خطة منهجية مرحلية كاملة مستوعبة صورة المجتمع الذي يجب أن تتعامل معه، فكل إنسان يتصرف بما يراه، وقد يكشف خطأ تصرفه فينتقل إلى تصرف آخر، فما أدري، هـل صار هـناك - بالنسبة للمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا - تصور معين أو دراسات تمكن من إيجاد دليل العمل الإسلامي هـناك؟ وإلى أي مدى استفيد من تجربة المركز الإسلامي والمعهد في بروكسل ؟

                  إن مشاكل الجاليات الإسلامية في العالم الخارجي مشاكل قائمة بذاتها، بعضها مستورد من العالم الإسلامي ومنقول إلى هـناك، وبعضها نابع من البيئة، وبعضها ناتج من عوامل أخرى كثيرة، وهناك نوعان من الجالية، فالغربيون المسلمون لهم مشاكلهم والشرقيون لهم مشاكلهم، ولكن صعوبة العمل - أعتقد - تأتي من كبر حجم العمل المطلوب تحقيقه من الرابطة، وهو المطلوب من الخلافة الإسلامية - لو كان هـناك خليفة - فهذه مسئولية الخليفة، مطلوب منا حجم عمل أكبر بكثير من طاقاتنا، ومع ذلك فنحن الآن بصدد الاستفادة من بعض المنظمات الكبيرة في الغرب - خاصة في أمريكا - في عمل دراسات عن واقع الجاليات ومشكلاتها ومتطلباتها، ووضع منهاج عمل لعلاج هـذه المشاكل، لكن هـذا في الواقع يحتاج إلى بعض الوقت، وقد بدأنا بأمريكا ، وإن شاء الله بعد ذلك تأتي أوروبا ، لأن أوروبا في الحقيقة مشكلاتها أكبر، فالمجتمع متباين وظروف الجاليات مختلفة بعض الشيء، وقد تحتاج إلى أكثر من دراسة.. أما في أمريكا فهناك نوع من التجانس في المشاكل، والدراسة هـناك أسهل، فإذا نجحنا في تلك الدراسة نحاول أن نستعين بمنظمات أخرى في أوروبا، أو أن تقوم الرابطة بهذا العمل، أما الآن فلا يوجد طبعا منهاج عمل.

                  "جمادى الأولى 1405هـ/فبراير1985م" [ ص: 104 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية