الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  تأصيل الانتماء وقضية الأولويات

                  ** وهذا ما يؤكده التعامل التاريخي للإسلام مع الأجناس والإمبراطوريات، فلم يستطع السيف يوما أن يقف أمام القيم والسلوك. والسؤال هـنا هـو : كيف يمكن للمسلم أن يؤدي دوره من خلال الصورة الفكرية الموجودة في العالم اليوم، ليبلغ الإسلام بعده الإنساني والبشري ؟

                  ** هـذا السؤال هـو الذي سيطرح بالضرورة في السنوات القادمة. والقضية، فيما يبدو لي، قضية أولويات أطرحها هـنا حتى إشعار آخر :

                  هل من الأولى للأجيال القادمة أن تؤصل للطفل انتماءه الإسلامي باعتبار أن الطفل مؤشر للأجيال القادمة، أو أن نتركه يعيش عصره، حتى إذا ما بلغ درجة من الرشد جعلناه يتعامل مع الإسلام كقيم وسلوك ؟

                  هناك من يعتقد ـ خطأ ـ أن من الأولى أن تجعل الطفل يعيش عصره أولا باعتبار ألا خوف عليه من أن يتعامل مع الإسلام لا سيما وأنه منتسب لأب وأم مسلمين ويترعرع في بيئة مسلمة، وأن ما ينقصه هـو التعليم والتنمية والعلاج.. إلخ.. ولكن من يتبع أصول التنشئة " والبيداجوجيا " في الغرب أو الشرق، سوف يلاحظ أن بناء الطفل يرتكز أساسا على الانتماء، ففي المجتمعات الليبرالية مثلا، نجد أن الأسرة تحرص على إرسال أطفالها إلى " السترات " أو الأخوات في الكنيسة، رغم عدم قناعتها، وأحيانا، الى القس أو راعي الكنيسة، ولكنها تعتبر أن ذلك أمر لا بد منه لتحقيق وزرع بذور الانتماء.. والشيء نفسه يحدث في الاتحاد السوفييتي والكتلة الشيوعية بشكل عام، حيث يبدأ الطفل تعليمه الابتدائي في بيئة يسيطر عليها التنظير الماركسي اللينيني.. [ ص: 62 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية