الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  حلقات التفاهم

                  ** لا شك أن قضية تأصيل الانتماء من أخطر القضايا التي ينبغي التركيز عليها في مجال تربية الطفل المسلم في سنواته الأولى، ولكن يلاحظ أن الوسائل في مفهوم ثقافة مجتمعنا قد انقلبت إلى غايات، فنجد الأسرة تهتم بطعام الطفل ولباسه وصحته وما إلى ذلك مما يعتبر وسائل خادمة لا مخدومة..

                  ** ولهذا تجدني من أنصار فكرة التفاهم، بمعنى أن يمر المسلم بثلاث حلقات للتفاهم : يتفاهم مع نفسه أولا ثم مع إسلامه، وبعد أن يتفاهم ويتفهم الإسلام، يتعامل مع غير المسلم..

                  ** يمكن أن نستهدي لذلك بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم في بدء الرسالة، حينما منع بعض الصحابة قراءة التوراة وصحف اليهود التي وجدها بين أيديهم ؟

                  **هذا صحيح، ولذلك أرى أن قضية الطفل حتى سن الثانية عشرة ينبغي أن تكون هـي تحقيق انتمائه.. وأتمنى أن يمنع منعا باتا إعطاء أطفال هـذه الأمة حتى الثانية عشرة أي انتماء أو أنموذج أو قدوة إلا انتماءه الحضاري، كما تفعل ذلك الأمم الأخرى والدول التي تواجهنا الآن في حلبة الصراع الحضاري..

                  وليس من الحكمة أن نحدث أطفالنا قبل هـذه السن عن " نابليون " و " سقراط " و " جان جاك روسو " وغيرهم.. هـذا لا يكون إلا بعد أن تنضج كل نماذج الطفل وتصبح المرجعية الإحالية أو القيم المرجعية لديه واضحة وثابتة..

                  ويمكن خطر إعطاء الطفل نماذج من حضارة الغرب إلى جانب نماذج من السيرة العطرة والتاريخ الإسلامي، في أن ذلك يشوش ذهنية الطفل ويدخله في حيرة، لا سيما وأن الحضارة الغربية لها قدرة الحضور وهي أنموذج مبرر. وهذا يؤدي تلقائياإلى صراع في " اللاشعور " بين الأنموذجين ويجد الطفل نفسه بين خيارين، فإما أن يختار الأنموذج الغازي الذي هـو حاضر أمامه أو أن يلغي الأنموذجين معا، فينتهي الأمر إلى ما نلاحظه الآن من انفصام في التكوين الحضاري.. [ ص: 63 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية