الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  شيء من الثوابت

                  ** لا شك بأن الرابطة - كمؤسسة تتصدر لحمل هـموم العالم الإسلامي، تعاني من مشكلاته وتحاول أن تقدم في هـذا الإطار ما تستطيع - يمكن أن تكون لديها خطة ثابتة تعمل لها ولو ببطء، لتصل إلى تحقيقها على المدى البعيد، ولديها أيضا خطة للاستجابة للحاجات العاجلة والإغاثات الطارئة، فالحاجة تقتضي وجود هـذين النوعين من الخطط، خطة بنائية إنتاجية على مدى بعيد في العالم الإسلامي، إلى جانب الاستجابة للحاجات الطارئة وإغاثات المهاجرين والمحتاجين والمرضى وما إلى ذلك، فالأصل أن يكون هـنا شيء من الثوابت، يؤدي في المستقبل إلى كيانات قادرة على تغطية حاجات المسلمين.

                  والسؤال هـنا: هـل فكر - إلى جانب ما تقوم به الرابطة من أعمال الإغاثة في العالم الإسلامي والاستجابة للطلبات العاجلة - أن تكون عندها خطة ثابتة لحل مشكلات المسلمين الأساسية ضمن عمر معين؟

                  في الواقع لا توجد الآن خطة مدروسة علمية لمستقبل العمل الإسلامي للرابطة، فهي لا تزال تتفاعل آنيا مع الطلبات وإلحاح الناس، والحقيقة أن ضغط حاجات الناس أشد بكثير مما يتخيل أي إنسان، سواء بالمراسلات أو بالزيارات اليومية، وأحيانا يجد الإنسان نفسه مرغما أن يستجيب للمراجعين لأنهم يأتون من آخر الدنيا، ويصعب ردهم، وقد يكون الواحد منهم محدودا في وقته ويحتاج إلى العودة.. في الوقت نفسه أعتقد أنه مما أصيبت به المؤسسات الإسلامية في العصر الحاضر، كثرة الأوراق وكثرة الإجراءات الروتينية، وهذا يجهد المسئولين والمختصين، ولابد لنا من التخلص من كثير من هـذه الأمور حتى نتفرغ للتخطيط والتنظيم - هـذا من ناحية - ومن ناحية ثانية فإن مسألة وضع [ ص: 94 ] خطة للعالم الإسلامي أمر يحتاج إلى وقت، وإن كنا قد بدأنا بعض الخطوات بتجميع التقارير وتفريغها.

                  وقد شكلت لجنة التخطيط ووضع الخطط والموازنات، ولكنها لما تجتمع بعد؛ لأننا بصدد تجميع المعلومات ووضعها وفرزها، ولكن إن شاء الله نأمل من الله عز وجل أن يحقق لنا وضع خطة ولو كانت بدائية، ثم يصار إلى تقويمها وزيادتها، والإضافة إليها حتى نضمن استمرارية العمل وسيره في اتجاه علمي صحيح.

                  ** لا شك أن ضغوط الحاجات في العالم الإسلامي أكبر من الطاقات، هـذه قضية، لكن إذا بقينا نعيش على ردود الفعل والاستجابة للحاجات الآنية، فمعنى ذلك أننا قررنا أن يبقى العالم الإسلامي يراوح في مكانه، ولابد من وضع خطة - ولو كانت طويلة الأمد - تكون ثابتة، نتقدم إليها شيئا فشيئا، فتنهي الكثير من مشكلات العالم الإسلامي.

                  التصور والحمد لله موجود.. والنية متوفرة لوضع خطة، ولكن ترجمتها ووضعها على الورق لا يزال يحتاج إلى وقت.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية