الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الهزيمة النكراء ** لا شك أن كثيرا من العقول الكبيرة التي حاولت أن تقتحم بعض الساحات المحرمة على العقل وعجزت عن أن تعود منها بنتيجة، انفجرت تلقائيا .. بينما نجد أن معرفة الوحي أو قضية النبوة قدمت إجابات شافية وعصمت العقل المسلم من ارتياد ساحات يمكن أن يفجر من خلالها نفسه..

                  **بالتأمل في أول ما نزل من القرآن الكريم، نلاحظ أن القراءة ربطت بنوع معين من النسبية، فبعد قوله تعالى : ( علم الإنسان ما لم يعلم ) ، جاءت الآية ( كلا إن الإنسان ليطغى ) فحدث عن الطغيان الذي يمكن أن يمارسه العقل غير المؤمن.. وكثيرا حينما أستعيد بعض الآيات القرآنية كمتخصص في علوم الغربيين لأكثر من ربع قرن، أنحني إجلالا وأسى لمن هـم في الضلال. إن المفكرين منهم يعلمون أنهم على غير حق ولكنهم يستكبرون ويعاندون.. وفي الحقيقة قدرت " جان بول سارتر " في كلمة قالها [ ص: 64 ] وهو يحتضر ونشرتها صحف " الإكسبرس " و " الأبزرفاتور " باللغة الفرنسية.. فعندما قال له محرر " الإكسبرس " : " أراك حزينا، أين نحن من فلسفة التمرد والعبث والغثيان ؟ " رد عليه : " قادتني فلسفتي في النهاية إلى الهزيمة النكراء " ويروى أنه قال : " ائتوني بقس " .

                  وليس من شك في أن العلم المفيد للإنسان والبشرية هـو العلم الذي له مرجعية.. وأن العلم المخرب والمدمر هـو العلم الذي لا مرجعية له سوى مرجعية البطن ورفع مستوى الرفاهية والإشباع والنهم.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية