الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  محاربة الحزبية

                  ألا يخشى أن ينقلب العمل الإسلامي الذي تسوده هـذه العقلية التي ترفض النقد إلى لون من الحزبية ونوع من الطائفية أيضا؟

                  نعم.. العصبية والحزبية تؤدي إلى التطرف، وكذلك إلى تقديس أمير الجماعة أو منشئ الجماعة، وقد حدث هـذا، ولاحظناه في الهند ، وصل الأمر إلى التقديس..

                  يعني:: يعتقدون أن منشئ الجامعة، لا أقول بالتحديد الجماعة الإسلامية، بل جماعات كثيرة، وإن لم يصرحوا بلسانهم، أن أمير الجماعة أو من كان له فضل في إنشائها قد بلغ من العصمة - في نظرهم - ما لم يبلغه الأنبياء.. وهذا الذي يجب أن نحاربه.. وقد حاربه الأستاذ المودودي بنفسه رحمه الله، حارب هـذه العقلية.. وما نشأت هـذه الجماعة إلا بمحاربة هـذه العقلية، ولو كانت هـذه العقلية هـي المسيطرة لما نشأت جماعة جديدة، لو [ ص: 31 ] كان للجماعات القديمة حق البقاء لماذا تنشأ جماعة جديدة؟ لأنهم لا يعتقدون العصمة في الجماعات القديمة. فإذا لم يعتقدوا العصمة في الجماعات القديمة فلكل مسلم حقه في ألا يعتقد العصمة في هـذه الجماعة.

                  ** هـل يمكن أن نأخذ أنموذجا تطبيقيا لهذه القضية؟

                  " أنموذج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قضية المهر، لما نبهته امرأة من الصحابيات حينما أراد أن يحدد المهور قالت: "كيف يجوز لك يا أمير المؤمنين والله سبحانه وتعالى يقول: ( وآتيتم إحداهن قنطارا ) [النساء:20]، والقنطار هـو أكثر مما تحدده أنت؟!" " كذلك " يقول سيدنا عمر رضي الله عنه : اسمعوا وأطيعوا، فيقوم في ركن من أركان المسجد أحد من عامة المسلمين فيقول: لا نسمع ولا نطيع..!! لماذا: قال: لأنك تلبس حلة كاملة!! رداءين.. وقد وزعت الأردية رداء رداء.. فقال: أين عبد الله بن عمر ؟ فقام فقال: ماذا تقول: قال: إنما وهبت ردائي لأبي..!! "

                  وله أمثلة كثيرة.. " يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : إذا أخطات فقوموني "

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية