الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المسلم في الغرب

                  ** هـل يمكن أن نأخذ مثالا على ذلك الصين والهند ؟ فعندما وجهت الكثافة البشرية في الصين إلى الفاعلية الإنتاجية تقدمت، في حين بقيت الهند على تخلفها لأنها لم تتمكن من توجيه الكثافة فيها نحو الإنتاج..

                  وتتمة لاستكمال الإجابة على السؤال المطروح، نريد أن نتوقف قليلا عند قضية الفرد العربي المسلم الموجود الآن في الغرب والفرد اليهودي الموجود هـناك.. لماذا -وهما يعيشان مناخا واحدا، مع ملاحظة اختلاف موروثاتهما والعالم الذي انحدرا منه، ويعيشان واقعا متشابها -لماذا كانت الفاعلية والقدرة على التأثير واعتلاء المنابر المؤثرة والقدرة على اكتشاف الأزرار المحركة، موجودة لدى الفرد اليهودي مفقودة لدى الفرد العربي المسلم، في تصوركم؟

                  أعتقد أن القضية تحتاج إلى استعراض على ضوء خلفيات تاريخية مختلفة ونظرات معينة، فاليهود -نتيجة معاناتهم- استطاعوا أن يصبحوا متكاتفين متعاونين بصورة تدعو إلى الإعجاب والتقليد، كما استثمروا هـذه المعاناة، التي يبالغون فيها مبالغة رهيبة -كمحرض ومثير لكسب الرأي العام الغربي في منزله ومصنعه ومصارفه ووسائل إعلامه [ ص: 176 ] ومؤسساته الاقتصادية، إلى جانب ما يمتلكون من قدرات ومهارات عجيبة في الخبث والدهاء والمكر والخداع الذي يربأ المسلم بنفسه عن ممارستها، عندهم: "الغاية تبرر الوسيلة" منطلق أساسي، في حين لا يستطيع المسلم أن يكون كذلك.. وهكذا نجد أن القضية قضية مواريث فكرية وثقافية وتاريخية.. وإلى جانب هـذا كله، هـناك النظرة العنصرية التعصبية التي ينظر بها الغرب نحو المسلم عموما: تراكمات منذ الحروب الصليبية وما قبلها.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية