الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المقدمة

                  ** يزيد عدد المسلمين في العالم اليوم على ألف مليون، تمثلهم - نظريا - (42) دولة، إلا أن حوالي 40%-50% منهم من الأقليات التي تعيش في بلاد أغلبيتها غير مسلمة، ويعانون من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية معروفة للجميع.. ولكن الأحوال ليست أفضل بالنسبة للآخرين، فحتى هـؤلاء الذين يعيشون في البلاد التي تسمى بلادا إسلامية، يواجهون ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة، [ ص: 87 ] ويفتقدون الحرية الفكرية، فالتخلف المادي الذي يخيم على المجتمعات المسلمة هـو نتيجة طبيعية للتخلف الفكري..

                  والسمة الظاهرة التي تميز المسلمين اليوم هـي تخلفهم، فالبلدان الإسلامية ومناطق الأقليات، كلها محسوبة على أنها من العالم المتخلف أو الثالث، أو ما يعرف - خداعا - بالدولة النامية، وكثير منها يعيش دون مستوى الفقر، ولا ينمو (!) بل يزداد فقرا..

                  يضاف إلى ذلك أن نسبة 60%-70% من عدد اللاجئين في العالم (ستة ملايين حسب إحصاء 1981م في أفريقيا وحدها) هـم من المسلمين.. فالشعوب المسلمة فقيرة وجائعة، وفي بعضها مجاعة حقيقية تحاول المؤسسات التنصيرية (4 آلاف مؤسسة) أن تخفف من حدتها على حساب العقيدة والكرامة..

                  أما عن الأمية فلا توجد أرقام تحدد نسبتها بين المسلمين، ولكن العالم العربي فيه أعلى نسبة من الأمية في العالم، إذ تبلغ 62% من السكان، وفي أفريقيا 60%..

                  وهكذا يفرض الواقع المأساوي المؤلم مهمة عاجلة وملحة، هـي العمل الفاعل لتنمية مجتمعات المسلمين، تنمية واقعية ومدروسة، تستهدف الإنسان المسلم.. وعلى مؤسسات المسلمين أن تقوم به، وأن تتقنه، لدفع الأخطار التي تستهدف الوجود الإسلامي كله.. فهذا العمل هـو عبادة رفيعة القدر..

                  من هـنا - وفي هـذه الظروف الدقيقة - يكتسب لقاؤنا مع الدكتور عبد الله عمر نصيف - الأمين العام لرابطة العالم الإسلام - أهمية خاصة، حول الرابطة كمؤسسة عالمية معنية بالقضايا الإسلامية.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية