الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  حقيقة أحداث آسام

                  ** يسمع المسلمون في كل مكان بالمجازر الرهيبة التي تقع على إخوانهم المسمين في الهند في منطقة آسام .. كما سبق وسمعوا بالمجازر التي وقعت على إخوانهم في المخيمات بلبنان .. حبذا لو حدثتمونا عن هـذه القضايا من جوانبها المختلفة..

                  قضية "آسام" التي شغلت الرأي العام الآن، ليس في الهند فقط، بل في العالم الإسلامي وفي خارج العالم الإسلام كذلك، واقع مرير ومؤسف.. فقد اشتغلت عدة [ ص: 32 ] عناصر وعدة دوافع في تكوين هـذا الواقع..

                  القضية ابتدأت من صراع بين من يسمونهم أجانب أو نزلاء.. الذين نزحوا من باكستان في الحرب التي وقعت بين باكستان والهند ، وأبناء البلاد - الأهالي - لما عندهم من عدم صلاحية في بعض المجالات وعدم نشاط، اعتبروا هـذا هـجوما عليهم وتسلطا على المنطقة وعلى وظائفها الرئيسة وإمكاناتها الكثيرة؛ لأن الأهالي أبناء البلاد، عندهم شيء من الضعف والفتور والكسل، وهؤلاء نشيطين، فاعتبروهم نزلاء.. من هـنا بدأت القضية، وكان الهدف جميع الأجانب وجميع النزلاء، وكان العدد الأكبر من غير المسلمين طبعا، لأنه لما قامت الحرب بين باكستان والهند وعرف الهندوس الذين بقوا في شرقي الباكستان أنهم سيفقدون مركزهم في باكستان وأنهم سيستهدفون لمشاكل كثيرة، نزحوا إلى أرض الهند ، المنطقة الهندية..

                  كانت القضية - قضية الأجانب والنزلاء - قضية وطنية، ولكن يبدو أنه في الدور الأخير لعبت أشياء دورها في هـذه القضية، وحولت القضية إلى قضية طائفية، إلى صراع بين الهندوس وبين المسلمين. ولما كان الشرطة أكثر عددهم من الهند ومن الهندوس وهم كما جرب في مناطق الهند كلها، هـم اشتغلوا بالهجوم على المسلمين وحملوهم خسائر كثيرة، ووقعت مذابح ونسفت قرى بأسرها وأبيدت.. كانت إبادة شاملة في بعض المناطق.. وكان المسلمون هـم الهدف الأكبر.

                  هكذا عرفنا من مصادر وطنية ومن تتبعنا للأخبار.. ولكن لا تزال الصورة الآن فيها شيء من الغموض، لذلك لا نستطيع أن نتأكد، ولكن الشيء المحقق أن المسلمين خسروا كثيرا وكانوا أهدافا لمذابح كثيرة.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية