الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  طريق العودة:

                  ** نحن نلمح أن الكثيرين تحدثوا عن أسباب تخلف المسلمين، وكان إجمال الإجابة في سبب هـذا التخلف هـو بعد المسلمين عن الإسلام - وهذا أمر لا شك فيه - لكن دون القدرة الكاملة على رسم طريق العودة. فالابتعاد عن الإسلام والانسلاخ منه قد أخذ مراحل طويلة وعمرا طويلا أيضا؛ ودون القدرة على تقديم صورة عملية - من خلال الظروف – [ ص: 20 ] ورسم طريق العودة، على مراحل، من خلال الإسلام نفسه قد لا يجدي العلاج.. فما هـي في رأيكم ملامح طريق العودة إلى الإسلام التي يمكن أن تقدم للمثقف المسلم في هـذا العصر؟

                  معلوم أن الدين الوحيد الذي ليس مسئولا عن تأخر أتباعه، هـو الدين الإسلامي. فإذا كانت النصرانية هـي المسئولة عن عرقلة السير في طريق التقدم وإحداث مشاكل كان النصارى في غنى عنها وعن حروب لم يكن هـنالك داع لها، فالإسلام ليس مسئولا عن تخلف المسلمين؛ إنما المسلمون هـم المسئولون عن تخلفهم وحدهم لابتعادهم - كما تفضلتم - فالمنهج الصحيح عندي هـو عرض تعاليم الإسلام عرضا صحيحا وشائقا وبصيرا.. عرضا مطابقا لعقلية الشباب.

                  وكما أوصانا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " كلموا الناس على قدر عقولهم، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟ " .

                  فإذا كان الذي يقوم بالدعوة إلى الله هـو أنموذج للحياة الإسلامية الصحيحة المثالية، فإذا جمع بين العمل والعلم الصحيح، ثم بين العرض كذلك، فأنا متأكد من أن الشباب سيقبلون تعاليم الإسلام وسيترسمون خطوات الإسلام في حياتهم.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية