الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المتخصصون والمخلصون

                  ** الهيئة بالفعل - كما نعلم - تخطو الخطوة الأولى، لكن في تصوري أن دور أجهزة الإعلام والثقافة الإسلامية أن تبصر الهيئة بالجوانب والآفاق التي يمكن أن ترتادها، وأن تقدم لها رؤى، وأن تكون حواس لها، فنحن لا نطرح هـذا على أساس أن الهيئة قد استكملت أجهزتها، وإنما نحاول أن نقدم آفاقا، وأن نفتح نوافذ للنظر من خلالها على بعض الأبعاد التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، لتكون وسائل الإعلام الإسلامية أداة مساعدة للهيئة.. وكما يبدو لنا أيضا فإن كثيرا من طلابنا المبتعثين في جامعات أوروبية يخضعون لنمط ثقافي وحضاري معين، ويخضعون لشبهات معينة، فهؤلاء لا بد - في الحقيقة أيضا - أن يؤخذ وضعهم بعين الاعتبار.

                  وعلى العموم فإن ما نعنيه هـو أن القضية الثقافية التي يمكن أن تمارس الهيئة العمل لها على مستوى المسلمين في العالم الإسلامي، وبين الأقليات الإسلامية في العالم، وعلى مستوى الفرد كإنسان في العالم، قضية يمكن أن تكون على غاية من الأهمية والخطورة، وبعض الأخوة الذين يحسون بأن وظيفتهم تنتهي عند ملء البطون الجائعة وستر الأجساد العارية.. يكونون قد حققوا أقل من خطة العمل المطلوب تحقيقها.

                  هذا الأمر واضح جدا، وكثير من الأخوة في الاجتماع الذي عقد في دولة الكويت الشقيقة للأعضاء المؤسسين كانوا يمثلون الجوانب المختلفة للعمل الإسلامي، كان من بينهم [ ص: 83 ] أخوة يمثلون اتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي كندا ، وآخرون من هـيئات تمثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وأيضا بعض الأخوة المفكرين المعروفين باهتمامهم بالمجالات الثقافية والفكرية إلى أبعد حدود.. ولذلك فالهيئة ولله الحمد، يمثل الأعضاء المؤسسون فيها قطاعات متنوعة قادرة بالفعل على العطاء، وعلى تغطية الجانب الثقافي والفكري والحضاري بكثير من الأفكار التي تمثل أولويات على الساحة الإسلامية. وإننا ندعو الله تعالى أن تتوفر لدينا العقول والقلوب والنياتالمخلصة والرجال القادرون على العطاء غير المحدود، وأن ينظر إلى هـذا العمل على أنه جزء من الالتزام بعقيدة الإسلام، وجزء من واجب الفرد المسلم في هـذا العصر، وأن يحاول كل مسلم أن يكثف جهوده للتغلب على هـذه المشكلات التي هـي بحاجة، ليس فقط إلى هـيئة واحدة، ولكن إلى عشرات من أمثال هـذه الهيئة، وفي حاجة إلى جهود مضاعفة.. والهيئة قد تكون مجرد علامة على الطريق تضيء إن شاء الله، ونحمد الله سبحانه وتعالى أنها حتى الآن تسير في الطريق الصحيح.

                  ** قد تكون المشكلة - في تصوري - أن عالم المسلمين لا يعاني من وجود الناس المخلصين، لكن الكثير منهم من غير المتخصصين، أو وجود متخصصين لا يمتلكون القدر الكافي من الإخلاص، والإنسان يخشى من باب غيرته أن يتولى بعض اللجان التخصصية أناس مخلصون، ولكن بعيدون عن التخصص، فترتكس الهيئة وتقع بمشكلات، قد يخف معها حماس المسلمين وعطاؤهم ويقلل بالتالي من قدرة الهيئة على تنفيذ رسالتها، فيتمنى الإنسان أن يكون التخصص والإخلاص هـما العنصران اللذان يمكن أن يحققا النتائج المطلوبة إن شاء الله.

                  "المحرم1405هـ/أكتوبر 1984م" [ ص: 84 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية