الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  البديل النهائي

                  ** ولكن، كيف ترون صورة الموقف الآن بعد أن استنفد العالم الإسلامي البدائل المعاصرة ؟ وكيف يكون الطريق إلى الإسلام بديلا نهائيا؟

                  ** بعد أن جرب العالم الإسلامي هـذا وذاك من البدائل، أدرك أنه لا بد من مواجهة الذات.. وحتى يتحقق ذلك ويمكن وضع الإسلام بديلا نهائيا، لا بد من أن تفتح الأبواب للإسلام ليدخل باسم الحوار، عن طريق المستنيرين القادرين على أن يتحاوروا ويواجهوا ويتدافعوا مع ذهنية القرن العشرين.. ولا شك أن قفل الأبواب أمام الإسلام بذلك ليست قضية مؤقتة أو مفتعلة، كما أنها ليست قضية جاهزة، إنها قضية مسارات كبرى وقناعات، وباختصار : قضية مصير..

                  ومن هـنا، تكتسب الصحوة طابع المشروعية، ولا بد من إعطائها الإطار الزمني الذي يتناسب مع القدرة على المواجهة.. ولست أميل كثيرا إلى الجاهز والفوري من الأمور، وأرفض عمليات الإجهاض المبكرة.. فالقضية آتية، ولكن ليست بالسرعة التي يتصورها بعضنا.. ولذلك لا بد أن يحاول كل جيل الإضافة إليها حتى يكون البناء متكاملا وقادرا على مواجهة الأعاصير والرياح ولا يسقط أو ينهدم حينما تفاجئه أقل أزمة سطحية أو تغير في المناخ.. وهذا ما جعلني أكرر القول بأن الصحوة الإسلامية لا بد لها من تأهيل ولا بد لها من زمن...

                  " رجب 1406 هـ -مارس 1986م " [ ص: 73 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية