الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 302 - 304 ] كذي سفل ، وإن وهي

[ ص: 305 ] وعليه التعليق والسقف

التالي السابق


وشبه في الأمر بالتعمير والقضاء بالبيع إن أبى فقال ( كذي ) بناء ( سفل ) أي منخفض وعليه بناء لآخر فيؤمر ذو السفل بتعميره ، فإن أبى قضي عليه ببيعه ( إن وهى ) بفتح الواو والهاء أي ضعف وأشرف على السقوط وخيف سقوط الذي عليه في سماع ابن القاسم في المنزل بين الرجلين لأحدهما العلو وللآخر السفل فينكسر سقف البيت الأسفل ، فعلى صاحبه إصلاحه ، وكذا لو انهدم جدار الأسفل فعليه بناؤه وتسقيفه . ابن رشد هذه مسألة صحيحة مثل ما في المدونة وغيرها ولا اختلاف أعلمه فيها . ودليل [ ص: 305 ] صحتها قوله تعالى { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة } فلما أضاف السقف للبيت وجب أن يحكم بالسقف لحاجب البيت الأسفل إذا اختلف فيه مع صاحب الأعلى فادعاه كل منهما لنفسه وأن يحكم عليه أنه له فيلزمه بناؤه إن نفاه كل واحد منهما عن نفسه وادعى أنه لصاحبه ليوجب عليه بنيانه .

( فرع ) إذا كان سبب انهدام السفل وهاء العلو ، فإن كان صاحب السفل حاضرا عالما ولم يتكلم فلا يضمن صاحب العلو . واختلف إذا كان غائبا ، فإن كان وهاء العلو مما لا يخفى سقوطه ، فهل يضمن أو لا يضمن لأنه يتقدم إليه اللخمي ، والأول أحسن وإن تقدم إليه ولم يصلح ضمن اتفاقا ، وكذلك إن كان سبب انهدام العلو وهاء السفل ا هـ من التوضيح وابن عرفة . ( وعليه ) أي ذي السفل ( التعليق ) للأعلى أي حمله على خشب ونحوه حتى يبني ( و ) عليه ( السقف ) الساتر لسفله ، إذ لا يسمى السفل بيتا إلا به .




الخدمات العلمية