الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولو قال : أنت طالق ما لم أطلقك أنت طالق فهي طالق بهذه التطليقة ) معناه قال ذلك وصولا به ، والقياس أن يقع المضاف فيقعان إن كانت مدخولا بها ، وهو قول زفر رحمه الله لأنه وجد زمان لم يطلقها فيه وإن قل وهو زمان قوله أنت طالق قبل أن يفرغ منها . وجه الاستحسان أن زمان [ ص: 36 ] البر مستثنى عن اليمين بدلالة الحال لأن البر هو المقصود ، ولا يمكنه تحقيق البر إلا أن يجعل هذا القدر مستثنى ، أصله من حلف لا يسكن هذه الدار فاشتغل بالنقلة من ساعته وأخواته على ما يأتيك في الأيمان إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


( قوله ولو قال : أنت طالق ما لم أطلقك أنت طالق فهي طالق بهذه التطليقة ) المنجزة فقط ، حتى لو كان قال : أنت طالق ثلاثا ما لم أطلقك أنت طالق وقعت واحدة . وعند زفر ثلاث ( معناه أنه قال ذلك موصولا به ) فلو فصل وقع المضاف والمنجز جميعا ( والقياس أن يقع المضاف أيضا فيقعان إن كانت مدخولا بها ) فإن لم تكن مدخولا بها يقع المضاف وحده ( وهو قول زفر لأنه وجد زمان لم يطلقها فيه وإن قل ، وهو زمان قوله أنت طالق قبل أن يفرغ منها . وجه الاستحسان أن زمان [ ص: 36 ] البر مستثنى بدلالة حال الحالف ) لأن اليمين إنما تعقد للبر فهو المقصود بها وهو غير ممكن هنا إلا أن يجعل هذا القدر مستثنى وهو مقدار ما يمكنه تحقيق البر فيه من الزمان ( أصله من حلف لا يسكن هذه الدار وهو ساكنها فاشتغل بالنقلة من ساعته ) بر عندنا خلافا لزفر ، فالمراد بالأصل هنا النظير لا أصل القياس لأن الكل مختلف فيه بيننا وبين زفر .




الخدمات العلمية