الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويكره ذوق الطعام ) . هكذا قال جماعة وأطلقوا . منهم صاحب الهداية ، والمذهب ، والمحرر ، والمنور ، وهو ظاهر ما قدمه في الفروع ، وقال ابن عقيل : يكره من غير حاجة ، ولا بأس به للحاجة ، وقال أحمد : أحب إلي أن يجتنب ذوق الطعام ، فإن فعل فلا بأس . قال المجد في شرحه ، والمنصوص عن أحمد : أنه لا بأس به إذا كان لمصلحة وحاجة ، كذوق الطعام من القدر ، والمضغ للطفل ونحوه ، واختاره أبو بكر في التنبيه ، وحكاه أحمد عن ابن عباس ، فعلى الأول : إن وجد طعمه في حلقه أفطر لإطلاق الكراهة ، وعلى الثاني : إذا ذاقه فعليه أن يستقصي في البصق . ثم إن وجد طعمه في [ ص: 327 ] حلقه لم يفطر كالمضمضة ، وإن لم يستقص في البصق أفطر لتفريطه على الصحيح من المذهب ، وقدمه في الفروع ، وجزم جماعة يفطر مطلقا ، قلت : هو ظاهر كلام المصنف هنا ، وقال في الفروع : ويتوجه الخلاف في مجاوزة الثلاث .

التالي السابق


الخدمات العلمية