الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قرف ) ( هـ ) فيه : " رجل قرف على نفسه ذنوبا " أي : كسبها ، يقال : قرف الذنب واقترفه إذا عمله ، وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه ، وقرفه بكذا ؛ أي : أضافه إليه واتهمه به ، وقارف امرأته إذا جامعها .

                                                          [ ص: 46 ] ( هـ ) ومنه حديث عائشة : أنه كان يصبح جنبا من قراف غير احتلام ، ثم يصوم أي : من جماع .

                                                          ( س ) ومنه الحديث في دفن أم كلثوم : " من كان منكم لم يقارف أهله الليلة فليدخل قبرها "

                                                          * ومنه حديث عبد الله بن حذافة : " قالت له أمه : أمنت أن تكون أمك قارفت بعض ما يقارف أهل الجاهلية " أرادت الزنا .

                                                          ومنه حديث الإفك : إن كنت قارفت ذنبا فتوبي إلى الله وكل هذا مرجعه إلى المقاربة والمداناة .

                                                          ( س ) وفيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأخذ بالقرف أي : التهمة ، والجمع : القراف .

                                                          ومنه حديث علي : " أولم ينه أمية علمها بي عن قرافي " أي : عن تهمتي بالمشاركة في دم عثمان .

                                                          ( س ) وفيه : " أنه ركب فرسا لأبي طلحة مقرفا " المقرف من الخيل : الهجين ، وهو الذي أمه برذونة وأبوه عربي ، وقيل : بالعكس . وقيل : هو الذي دانى الهجنة وقاربها .

                                                          ومنه حديث عمر : " كتب إلى أبي موسى في البراذين : ما قارف العتاق منها فاجعل له سهما واحدا " أي : قاربها وداناها .

                                                          وفيه : " أنه سئل عن أرض وبيئة فقال : دعها فإن من القرف التلف " القرف : ملابسة الداء ومداناة المرض ، والتلف : الهلاك ، وليس هذا من باب العدوى ، وإنما هو من باب الطب ، فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان ، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام .

                                                          وفي حديث عائشة : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني رجل مقراف للذنوب أي : كثير المباشرة لها ، ومفعال : من أبنية المبالغة .

                                                          [ ص: 47 ] ( هـ ) وفيه : " لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراف من التمر " القراف : جمع قرف بفتح القاف ، وهو وعاء من جلد يدبغ بالقرفة ، وهي قشور الرمان .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الخوارج : " إذا رأيتموهم فاقرفوهم واقتلوهم " يقال : قرفت الشجرة إذا قشرت لحاءها ، وقرفت جلد الرجل : إذا اقتلعته ، أراد استأصلوهم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر : قال له رجل من البادية : متى تحل لنا الميتة ؟ قال : إذا وجدت قرف الأرض فلا تقربها أراد ما يقترف من بقل الأرض وعروقه ؛ أي : يقتلع ، وأصله أخذ القشر .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عبد الملك : " أراك أحمر قرفا " القرف بكسر الراء : الشديد الحمرة ، كأنه قرف ؛ أي : قشر ، وقرف السدر : قشره ، يقال : صبغ ثوبه بقرف السدر .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن الزبير : " ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه " أي : قشرته ، يريد المخاط اليابس اللازق به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية