الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لبد ) ( هـ ) فيه " أن عائشة أخرجت كساء للنبي - عليه الصلاة والسلام - ملبدا " أي : مرقعا . يقال : لبدت القميص ألبده ولبدته . ويقال للخرقة التي يرقع بها صدر القميص : اللبدة : والتي يرقع بها قبه : القبيلة .

                                                          وقيل : الملبد : الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبدة .

                                                          ( س هـ ) وفي حديث المحرم لا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبدا هكذا جاء في رواية . وتلبيد الشعر : أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام ; لئلا يشعث ويقمل إبقاء على الشعر . وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر " من لبد أو عقص فعليه الحلق " .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث في صفة الغيث " فلبدت الدماث " أي : جعلتها قوية لا تسوخ فيها الأرجل . والدماث : الأرضون السهلة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم زرع ليس بلبد فيتوقل ، ولا له عندي معول أي : ليس بمستمسك متلبد ، فيسرع المشي فيه ويعتلى .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث حذيفة ، وذكر فتنة فقال " البدوا لبود الراعي على عصاه ، لا يذهب بكم السيل " أي الزموا الأرض واقعدوا في بيوتكم ، لا تخرجوا منها فتهلكوا ، وتكونوا [ ص: 225 ] كمن ذهب به السيل يقال : لبد بالأرض وألبد بها ، إذا لزمها وأقام .

                                                          ( س ) ومنه حديث علي " قال لرجلين أتياه يسألانه : البدا بالأرض حتى تفهما " أي : أقيما .

                                                          ( هـ ) وحديث قتادة " الخشوع في القلب ، وإلباد البصر في الصلاة " أي : إلزامه موضع السجود من الأرض .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي برزة " ما أرى اليوم خيرا من عصابة ملبدة " يعني لصقوا بالأرض وأخملوا أنفسهم .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أبي بكر " أنه كان يحلب فيقول : ألبد أم أرغي ؟ فإن قالوا : ألبد ألصق العلبة بالضرع وحلب ، فلا يكون للحليب رغوة ، وإن أبان العلبة ، رغا لشدة وقعه " .

                                                          * وفي صفة طلح الجنة " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها مثل خصوة التيس الملبود " أي المكتنز اللحم ، الذي لزم بعضه بعضا فتلبد .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن عباس " كادوا يكونون عليه لبدا " أي : مجتمعين بعضهم على بعض ، واحدتها : لبدة .

                                                          ( س ) وفي حديث حميد بن ثور :

                                                          وبين نسعيه خدبا ملبدا

                                                          أي : عليه لبدة من الوبر .

                                                          ( س ) وفيه ذكر " لبيدا " وهي اسم الأرض السابعة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية