الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لبب ) ( هـ ) في حديث الإهلال بالحج " لبيك اللهم لبيك " هو من التلبية ، وهي إجابة المنادي : أي : إجابتي لك يا رب ، وهو مأخوذ من لب بالمكان وألب [ به ] إذا أقام به ، وألب على كذا ، إذا لم يفارقه ، ولم يستعمل إلا على لفظ التثنية في معنى التكرير : أي : إجابة بعد إجابة .

                                                          وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر ، كأنك قلت : ألب إلبابا بعد إلباب . والتلبية من لبيك كالتهليل من لا إله إلا الله .

                                                          وقيل : معناه اتجاهي وقصدي يا رب إليك ، من قولهم : داري تلب دارك : أي : تواجهها .

                                                          وقيل : معناه إخلاصي لك ، من قولهم : حسب لباب ، إذا كان خالصا محضا . ومنه لب الطعام ولبابه .

                                                          ( س ) ومنه حديث علقمة " أنه قال للأسود : يا أبا عمرو ، قال لبيك ، قال : لبي يديك " قال الخطابي : معناه سلمت يداك وصحتا . وإنما ترك الإعراب في قوله " يديك " ، وكان حقه أن يقول " يداك " لتزدوج يديك بلبيك .

                                                          وقال الزمخشري : " فمعنى لبي يديك : أي : أطيعك ، وأتصرف بإرادتك ، وأكون كالشيء الذي تصرفه بيديك كيف شئت " .

                                                          ( هـ ) وفيه " إن الله منع مني بني مدلج ; لصلتهم الرحم ، وطعنهم في ألباب الإبل " [ ص: 223 ] وروي " لبات الإبل " الألباب : جمع لب ، ولب كل شيء : خالصه ، أراد خالص إبلهم وكرائمها .

                                                          وقيل : هو جمع لبب ، وهو المنحر من كل شيء ، وبه سمي لبب السرج .

                                                          وأما اللبات فهي جمع لبة ، وهي الهزمة التي فوق الصدر ، وفيها تنحر الإبل .

                                                          * ومنه الحديث أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة ! وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفيه " إنا حي من مذحج ، عباب سلفها ، ولباب شرفها " اللباب : الخالص من كل شيء ، كاللب .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه صلى في ثوب واحد متلببا به أي : متحزما به عند صدره . يقال : تلبب بثوبه ، إذا جمعه عليه .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث أن رجلا خاصم أباه عنده فأمر به فلب له يقال : لببت الرجل ولببته ، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به . وأخذت بتلبيب فلان ، إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره . والتلبيب : مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل .

                                                          * ومنه الحديث أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد ، فقام أبو أيوب إلى رافع بن وديعة فلببه بردائه ، ثم نتره نترا شديدا وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ س ) وفي حديث صفية أم الزبير " أضربه كي يلب " أي : يصير ذا لب ، واللب : العقل ، وجمعه : ألباب . يقال : لب يلب مثل عض يعض ، أي : صار لبيبا . هذه لغة أهلالحجاز ، وأهل نجد يقولون : لب يلب ، بوزن فر يفر . ويقال : لبب الرجل بالكسر ، يلب بالفتح : صار ذا لب وحكي : لبب بالضم ، وهو نادر ، ولا نظير له في المضاعف .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن عمرو " أنه أتى الطائف فإذا هو يرى التيوس تلب - أو تنب - على الغنم " . هو حكاية صوت التيوس عند السفاد . يقال : لب يلب ، كفر يفر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية