الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كهل ) ( هـ ) في فضل أبي بكر وعمر هذان سيدا كهول أهل الجنة وفي رواية " كهول الأولين والآخرين " الكهل من الرجال : من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين .

                                                          وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين . وقد اكتهل الرجل وكاهل ، إذا بلغ الكهولة فصار كهلا .

                                                          وقيل : أراد بالكهل هاهنا الحليم العاقل : أي : أن الله يدخل أهل الجنة الجنة حلماء عقلاء .

                                                          [ هـ ] وفيه " أن رجلا سأله الجهاد معه ، فقال : هل في أهلك من كاهل " يروى بكسر الهاء على أنه اسم ، وبفتحها على أنه فعل ، بوزن ضارب ، وهما من الكهولة : أي : هل فيهم من أسن وصار كهلا ؟ كذا قال أبو عبيد . ورده عليه أبو سعيد الضرير ، وقال : قد يخلف الرجل في أهله كهل وغير كهل .

                                                          [ ص: 214 ] وقال الأزهري : سمعت العرب تقول : فلان كاهل بني فلان : أي : عمدتهم في الملمات وسندهم في المهمات . ويقولون : مضر كاهل العرب ، وتميم كاهل مضر . وهو مأخوذ من كاهل البعير ، وهو مقدم ظهره ، وهو الذي يكون عليه المحمل . وإنما أراد بقوله : هل في أهلك من تعتمد عليه في القيام بأمر من تخلف من صغار ولدك ؟ لئلا يضيعوا ، ألا تراه قال له : " ما هم إلا أصيبية صغار " ، فأجابه وقال : ففيهم فجاهد .

                                                          وأنكر أبو سعيد الكاهل ، وزعم أن العرب تقول للذي يخلف الرجل في أهله وماله : كاهن ، بالنون . وقد كهنه يكهنه كهونا . فإما أن تكون اللام مبدلة من النون ، أو أخطأ السامع فظن أنه باللام .

                                                          ( س ) وفي كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة " والعشاء إذا غاب الشفق إلى أن تذهب كواهل الليل " أي : أوائله إلى أوساطه ، تشبيها لليل بالإبل السائرة التي تتقدم أعناقها وهواديها ، ويتبعها أعجازها وتواليها .

                                                          والكواهل : جمع كاهل وهو مقدم أعلى الظهر .

                                                          * ومنه حديث عائشة " وقرر الرءوس على كواهلها " أي : أثبتها في أماكنها ، كأنها كانت مشفية على الذهاب والهلاك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية