الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حور ) ( هـ ) فيه الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي أي خاصتي من أصحابي وناصري .

                                                          [ ص: 458 ] * ومنه " الحواريون أصحاب المسيح عليه السلام " أي خلصانه وأنصاره . وأصله من التحوير : التبييض . قيل : إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب : أي يبيضونها .

                                                          * ومنه " الخبز الحوارى " الذي نخل مرة بعد مرة . قال الأزهري : الحواريون خلصان الأنبياء ، وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب .

                                                          * وفي حديث صفة الجنة إن في الجنة لمجتمعا للحور العين . قد تكرر ذكر الحور العين في الحديث ، وهن نساء أهل الجنة ، واحدتهن حوراء ، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها .

                                                          ( هـ ) وفيه نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة . وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها . وقيل من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم . وأصله من نقض العمامة بعد لفها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي - رضي الله عنه - " حتى يرجع إليكما ابناكما بحور ما بعثتما به " أي بجواب ذلك . يقال كلمته فما رد إلي حورا : أي جوابا . وقيل أراد به الخيبة والإخفاق . وأصل الحور الرجوع إلى النقص .

                                                          * ومنه حديث عبادة " يوشك أن يرى الرجل من ثبج المسلمين قرأ القرآن على لسان محمد فأعاده وأبداه لا يحور فيكم إلا كما يحور صاحب الحمار الميت " أي لا يرجع فيكم بخير ، ولا ينتفع بما حفظه من القرآن ، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه .

                                                          ( س ) ومنه حديث سطيح " فلم يحر جوابا " أي لم يرجع ولم يرد .

                                                          * ومنه الحديث من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك حار عليه أي رجع عليه ما نسب إليه .

                                                          * ومنه حديث عائشة " فغسلتها ، ثم أجففتها ، ثم أحرتها إليه " .

                                                          * ومنه حديث بعض السلف " لو عيرت رجلا بالرضع لخشيت أن يحور بي داؤه " أي يكون علي مرجعه .

                                                          * وفيه أنه كوى أسعد بن زرارة على عاتقه حوراء .

                                                          [ ص: 459 ] ( هـ ) وفي رواية " أنه وجد وجعا في رقبته فحوره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديدة " الحوراء : كية مدورة ، من حار يحور إذا رجع . وحوره إذا كواه هذه الكية ، كأنه رجعها فأدارها .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " أنه لما أخبر بقتل أبي جهل قال : إن عهدي به وفي ركبتيه حوراء فانظروا ذلك ، فنظروا فرأوه " يعني أثر كية كوي بها . وقيل سميت حوراء لأن موضعها يبيض من أثر الكي .

                                                          ( هـ ) وفي كتابه لوفد همدان " لهم من الصدقة الثلب ، والناب ، والفصيل ، والفارض ، والكبش الحوري " الحوري منسوب إلى الحور ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأن . وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ، وهو أحد ما جاء على أصله ولم يعل كما أعل ناب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية