الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ليط ) ( س ) في كتابه لثقيف لما أسلموا " وأن ما كان لهم من دين إلى أجل فبلغ أجله ، فإنه لياط مبرأ من الله ، وأن ما كان لهم من دين في رهن وراء عكاظ ، فإنه يقضى إلى رأسه ويلاط بعكاظ ولا يؤخر " .

                                                          أراد باللياط الربا ; لأن كل شيء ألصق بشيء وأضيف إليه فقد أليط به . والربا ملصق برأس المال . يقال : لاط حبه بقلبي يليط ويلوط ، ليطا ولوطا ولياطا ، وهو أليط بالقلب ، وألوط .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر " أنه كان يليط أولاد الجاهلية بآبائهم " وفي رواية " بمن ادعاهم في الإسلام " أي : يلحقهم بهم ، من ألاطه يليطه ، إذا ألصقه به .

                                                          ( هـ ) وفي كتابه لوائل بن حجر " في التيعة شاة لا مقورة الألياط " هي جمع ليط ، وهي في الأصل : القشر اللازق بالشجر ، أراد غير مسترخية الجلود لهزالها ، فاستعار الليط للجلد ; لأنه للحم بمنزلته للشجر والقصب ، وإنما جاء به مجموعا ; لأنه أراد ليط كل عضو .

                                                          [ ص: 286 ] ( س ) ومنه الحديث " أن رجلا قال لابن عباس : بأي شيء أذكي إذا لم أجد حديدة ؟ قال : بليطة فالية " أي : قشرة قاطعة .

                                                          والليط : قشر القصب والقناة ، وكل شيء كانت له صلابة ومتانة ، والقطعة منه : ليطة .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي إدريس " دخلت على أنس فأتى بعصافير فذبحت بليطة " وقيل : أراد به القطعة المحددة من القصب .

                                                          ( س ) وفي حديث معاوية بن قرة " ما يسرني أني طلبت المال خلف هذه اللائطة ، وأن لي الدنيا " اللائطة : الأسطوانة سميت به للزوقها بالأرض .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية