الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كلل ) ( هـ ) قد تكرر في الحديث ذكر " الكلالة " وهو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه .

                                                          * وأصله : من تكلله النسب ، إذا أحاط به .

                                                          * وقيل : الكلالة : الوارثون الذي ليس فيهم ولد ولا والد ، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشرط .

                                                          وقيل : الأب والابن طرفان للرجل ، فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه ، فسمي ذهاب الطرفين كلالة .

                                                          وقيل : كل ما احتف بالشيء من جوانبه فهو إكليل ، وبه سميت ; لأن الوراث يحيطون به من جوانبه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عائشة : " دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبرق أكاليل وجهه " . هي جمع إكليل ، وهو شبه عصابة مزينة بالجوهر ، فجعلت لوجهه أكاليل ، على جهة الاستعارة .

                                                          * وقيل : أرادت نواحي وجهه ، وما أحاط به إلى الجبين ، من التكلل ، وهو الإحاطة ; ولأن الإكليل يجعل كالحلقة ويوضع هنالك على أعلى الرأس .

                                                          * ومنه حديث الاستسقاء : " فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل " يريد أن الغيم تقشع عنها ، واستدار بآفاقها .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه نهى عن تقصيص القبور وتكليلها . أي : رفعها ببناء مثل الكلل ، وهي الصوامع والقباب .

                                                          [ ص: 198 ] وقيل : هو ضرب الكلة عليها ، وهي ستر مربع يضرب على القبور .

                                                          وقال الهروي : هو ستر رقيق يخاط كالبيت ، يتوقى فيه من البق .

                                                          * وفي حديث حنين : " فما زلت أرى حدهم كليلا " . كل السيف يكل كلالا فهو كليل ، إذا لم يقطع . وطرف كليل ، إذا لم يحقق المنظور .

                                                          ( س ) وفي حديث خديجة : " كلا ، إنك لتحمل الكل " هو - بالفتح - : الثقل من كل ما يتكلف . والكل : العيال .

                                                          * ومنه الحديث : " من ترك كلا فإلي وعلي " .

                                                          * ومنه حديث طهفة : " ولا يوكل كلكم " . أي : لا يوكل إليكم عيالكم ، وما لم تطيقوه . ويروى : " أكلكم " . أي : لا يفتات عليكم مالكم .

                                                          * وقد تكرر في الحديث ذكر : " الكل " .

                                                          ( س ) وفي حديث عثمان : " أنه دخل عليه ، فقال له : أبأمرك هذا ؟ قال : كل ذاك " . أي : بعضه عن أمري ، وبعضه بغير أمري .

                                                          * موضوع " كل " الإحاطة بالجميع ، وقد تستعمل في معنى البعض ، وعليه حمل قول عثمان ، ومثله قول الراجز :

                                                          قالت له وقولها مرعي إن الشواء خيره الطري     وكل ذاك يفعل الوصي

                                                          أي : قد يفعل ، وقد لا يفعل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية