الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( مكن ) ( هـ ) فيه " أقروا الطير على مكناتها " المكنات في الأصل : بيض الضباب ، واحدتها : مكنة ، بكسر الكاف ، وقد تفتح . يقال : مكنت الضبة ، وأمكنت .

                                                          قال أبو عبيد : جائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير ، كما قيل : مشافر الحبش ، وإنما المشافر للإبل .

                                                          وقيل : المكنات : بمعنى الأمكنة . يقال : الناس على مكناتهم وسكناتهم : أي على أمكنتهم ومساكنهم .

                                                          ومعناه أن الرجل في الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتى طيرا ساقطا ، أو في وكر فنفره ، فإن طار ذات اليمين مضى لحاجته . وإن طار ذات الشمال رجع ، فنهوا عن ذلك . أي لا تزجروها ، وأقروها على مواضعها التي جعلها الله لها ، فإنها لا تضر ولا تنفع .

                                                          وقيل : المكنة : من التمكن ، كالطلبة والتبعة ، من التطلب والتتبع . يقال : إن فلانا لذو مكنة من السلطان : أي ذو تمكن . يعني أقروها على كل مكنة ترونها عليها ، ودعوا التطير بها .

                                                          وقال الزمخشري : يروى " مكناتها " ، جمع مكن ، ومكن : جمع مكان ، كصعدات في صعد ، وحمرات ، في حمر .

                                                          [ ص: 351 ] * وفي حديث أبي سعيد " لقد كنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهدى لأحدنا الضبة المكون أحب إليه من أن تهدى إليه دجاجة سمينة " المكون : التي جمعت المكن ، وهو بيضها . يقال ضبة مكون ، وضب مكون .

                                                          * ومنه حديث أبي رجاء " أيما أحب إليك ، ضب مكون ، أو كذا وكذا ؟ " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية