الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 354 ] ( ملح ) ( هـ ) فيه " لا تحرم الملحة والملحتان " أي الرضعة والرضعتان . فأما بالجيم فهو المصة . وقد تقدمت .

                                                          والملح بالفتح والكسر : الرضع . والممالحة : المراضعة .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " قال له رجل من بني سعد ، في وفد هوازن : يا محمد ، إنا لو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر ، أو للنعمان بن المنذر ، ثم نزل منزلك هذا منا لحفظ ذلك فينا ، وأنت خير المكفولين ، فاحفظ ذلك " أي لو كنا أرضعنا لهما . وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا فيهم ، أرضعته حليمة السعدية .

                                                          ( هـ ) وفيه " أنه ضحى بكبشين أملحين " الأملح : الذي بياضه أكثر من سواده .

                                                          وقيل : هو النقي البياض .

                                                          * ومنه الحديث " يؤتى بالموت في صورة كبش أملح " وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث خباب " لكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء " أي بردة فيها خطوط سود وبيض .

                                                          * ومنه حديث عبيد بن خالد " خرجت في بردين وأنا مسبلهما ، فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إنما هي ملحاء ، قال : وإن كانت ملحاء ، أما لك في أسوة ؟ " .

                                                          ( هـ ) وفيه " الصادق يعطى ثلاث خصال : الملحة ، والمحبة ، والمهابة " الملحة بالضم : البركة . يقال : كان ربيعنا مملوحا فيه : أي مخصبا مباركا . وهو من تملحت الماشية ، إذا ظهر فيها السمن من الربيع .

                                                          ( س ) وفي حديث عائشة " قالت لها امرأة : أزم جملي ، هل علي جناح ؟ قالت : لا ، فلما خرجت قالوا لها : إنها تعني زوجها ، قالت : ردوها علي ، ملحة في النار ، اغسلوا عني أثرها بالماء والسدر " الملحة : الكلمة المليحة . وقيل : القبيحة .

                                                          وقولها : اغسلوا عني أثرها " تعني الكلمة التي أذنت لها بها ، ردوها لأعلمها أنه لا يجوز .

                                                          * وفيه " إن الله ضرب مطعم بن آدم للدنيا مثلا ، وإن ملحه " أي ألقى فيه الملح [ ص: 355 ] بقدر للإصلاح . يقال منه : ملحت القدر ، بالتخفيف ، وأملحتها ، وملحتها ، إذا أكثرت ملحها حتى تفسد .

                                                          * وفي حديث عثمان " وأنا أشرب ماء الملح " يقال : ماء ملح ، إذا كان شديد الملوحة ، ولا يقال مالح ، إلا على لغة ليست بالعالية .

                                                          قوله " ماء الملح " من إضافة الموصوف إلى الصفة .

                                                          وفي حديث عمرو بن حريث " عناق قد أجيد تمليحها وأحكم نضجها " التمليح هاهنا : السمط ، وهو أخذ شعرها وصوفها بالماء .

                                                          وقيل : تمليحها : تسمينها ، من الجزور المملح ، وهو السمين .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الحسن " ذكرت له النورة ، فقال : أتريدون أن يكون جلدي كجلد الشاة المملوحة " يقال : ملحت الشاة وملحتها ، إذا سمطتها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث جويرية " وكانت امرأة ملاحة " أي شديدة الملاحة ، وهو من أبنية المبالغة .

                                                          وفي كتاب الزمخشري : " وكانت امرأة ملاحة : أي ذات ملاحة . وفعال مبالغة في فعيل . نحو كريم وكرام ، وكبير وكبار . وفعال مشددا أبلغ منه " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ظبيان " يأكلون ملاحها ، ويرعون سراحها " الملاح : ضرب من النبات . والسراح : جمع سرح ، وهو الشجر .

                                                          وفي حديث المختار " لما قتل عمر بن سعد جعل رأسه في ملاح وعلقه " الملاح : المخلاة ، بلغة هذيل . وقيل : هو سنان الرمح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية