الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قلا ) في حديث عمر : " لما صالح نصارى أهل الشام كتبوا له كتابا : إنا لا نحدث في مدينتنا كنيسة ولا قلية ، ولا نخرج سعانين ، ولا باعوثا " القلية : كالصومعة ، كذا وردت ، واسمها عند النصارى " القلاية " وهو تعريب كلادة ، وهي من بيوت عباداتهم .

                                                          ( هـ ) وفيه : " لو رأيت ابن عمر ساجدا لرأيته مقلوليا " وفي رواية : " كان لا يرى إلا مقلوليا " هو المتجافي المستوفز ، وفلان يتقلى على فراشه ؛ أي : يتململ ولا يستقر .

                                                          وفسره بعض أهل الحديث : كأنه على مقلى ، قال الهروي : وليس بشيء .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي الدرداء : " وجدت الناس اخبر تقله " القلى : البغض . يقال : قلاه يقليه قلى وقلى إذا أبغضه .

                                                          [ ص: 106 ] وقال الجوهري : " إذا فتحت مددت . ويقلاه : لغة طيئ " .

                                                          يقول : جرب الناس ، فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم .

                                                          لفظه لفظ الأمر ، ومعناه الخبر ؛ أي : من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم .

                                                          والهاء في : " تقله " للسكت .

                                                          ومعنى نظم الحديث : وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول .

                                                          وقد تكرر ذكر : " القلى " في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية