الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قسط ) في أسماء الله تعالى : " المقسط " هو العادل . يقال : أقسط يقسط فهو مقسط ، إذا عدل . وقسط يقسط فهو قاسط إذا جار . فكأن الهمزة في : " أقسط " للسلب ، كما يقال : شكا إليه فأشكاه .

                                                          ( هـ ) وفيه : " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه " القسط : الميزان ، سمي به من القسط : العدل ، أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه ، وأرزاقهم النازلة من عنده ، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن ، وهو تمثيل لما يقدره الله وينزله .

                                                          وقيل : أراد بالقسط القسم من الرزق الذي يصيب كل مخلوق ، وخفضه : تقليله ، ورفعه : تكثيره .

                                                          ( هـ ) وفيه : " إذا قسموا أقسطوا " أي : عدلوا .

                                                          وفي حديث علي : أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين الناكثين : أصحاب الجمل ؛ لأنهم نكثوا بيعتهم . والقاسطين : أهل صفين ؛ لأنهم جاروا في حكمهم وبغوا عليه . والمارقين : الخوارج ؛ لأنهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية .

                                                          وفي الحديث : " إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج " القسط : نصف الصاع ، وأصله من القسط : النصيب ، وأراد به هاهنا الإناء الذي توضئه فيه ، كأنه أراد إلا التي تخدم بعلها وتقوم بأموره في وضوئه وسراجه .

                                                          ومنه حديث علي : " أنه أجرى للناس المديين والقسطين " القسطان : نصيبان من زيت كان يرزقهما الناس .

                                                          ( س ) وفي حديث أم عطية : لا تمس طيبا إلا نبذة من قسط وأظفار القسط : ضرب من الطيب ، وقيل : هو العود . والقسط : عقار معروف في الأدوية طيب الريح ؛ تبخر به النفساء والأطفال ، وهو أشبه بالحديث ؛ لإضافته إلى الأظفار .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية