الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا ) يحل ( حيوان مائي إلا السمك ) الذي مات بآفة ولو متولدا في ماء نجس [ ص: 307 ] ولو طافية مجروحة وهبانية ( غير الطافي ) على وجه الماء الذي مات حتف أنفه وهو ما بطنه من فوق ، فلو ظهره من فوق فليس بطاف فيؤكل كما يؤكل ما في بطن الطافي ، وما مات بحر الماء أو برده وبربطه فيه أو إلقاء شيء فموته بآفة وهبانية ( و ) إلا ( الجريث ) سمك أسود ( والمارما هي ) سمك في صورة الحية ، وأفردهما بالذكر للخفاء وخلاف محمد .

التالي السابق


( قوله ولو متولدا في ماء نجس ) فلا بأس بأكلها للحال لحله بالنص وكونه يتغذى بالنجاسة لا يمنع حله ، وأشار بهذا إلى الإبل والبقر والجلالة والدجاجة ، وهي من المسائل التي توقف فيها الإمام فقال لا أدري متى يطيب أكلها . وفي التجنيس : إذا كان علفها نجاسة تحبس الدجاجة ثلاثة أيام ، والشاة أربعة ، والإبل والبقر عشرة ، وهو المختار على الظاهر . وقال السرخسي : الأصح عدم التقدير وتحبس حتى تزول الرائحة المنتنة . وفي الملتقى : المكروه الجلالة التي إذا قربت وجد منها رائحة فلا تؤكل ولا يشرب لبنها ولا يعمل عليها ، ويكره بيعها وهبتها وتلك حالها .

وذكر البقالي أن عرقها نجس . وفي مختصر المحيط : ولا تكره الدجاجة المخلاة وإن أكلت النجاسة ا هـ يعني إذا لم تنتن بها لما تقدم لأنها تخلط ولا يتغير لحمها وحبسها أياما تنزيه شرنبلالي على الوهبانية ، وبه يحصل [ ص: 307 ] الجواب عن قوله في حاشية الدرر ، وينظر الفرق بين السمكة وبين الجلالة ا هـ بأن تحمل السمكة على ما إذا لم تنتن ويراد بالجلالة المنتنة تأمل ( قوله ولو طافية مجروحة وهبانية ) لم يوجد ذلك في الوهبانية ولا في شرحها ، وإنما قال العلامة عبد البر : الأصل في إباحة السمك أن ما مات بآفة يؤكل ، وما مات بغير آفة لا يؤكل ط ، نعم صرح بالمسألة في الأشباه فكان المناسب العزو إليها

( قوله غير الطافي ) اسم فاعل كالسامي . في القاموس : طفا فوق الماء طفوا وطفوا علا ( قوله حتف أنفه ) الحتف : الموت ، ومات حتف أنفه وحتف فيه قليل وحتف أنفه من غير قتل ولا ضرب ، وخص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه ، أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض تخرج روحه من أنفه والجريح من جراحته قاموس ( قوله كما يؤكل ما في بطن الطافي ) لموته بضيق المكان ، وهذا إذا كانت المظروفة صحيحة كما يأتي متنا . وفي الكفاية : وعن محمد في سمكة توجد في بطن الكلب أنه لا بأس به يريد إذا لم تتغير ا هـ .

قال ط : ولو وجدت جرادة في بطن سمكة أو في بطن جرادة حلت مكي عن البحر الزاخر ا هـ ( قوله وما مات بحر الماء أو برده ) وهو قول عامة المشايخ ، وهو أظهر وأرفق تجنيس ، وبه يفتى شرنبلالية عن منية المفتي ( قوله وبربطه فيه ) أي الماء لأنه مات بآفة أتقاني ، وكذا إذا مات في شبكة لا يقدر على التخلص منها كفاية ( قوله أو إلقاء شيء ) وكان يعلم أنها تموت منه . قال في المنح : أو أكلت شيئا ألقاه في الماء لتأكله فماتت منه وذلك معلوم ط ( قوله فموته بآفة ) أي جميع ما ذكر وهو الأصل في الحل كما مر ، ومنه كما في الكفاية ما لو جمعه في حظيرة لا يستطيع الخروج منها وهو يقدر على أخذه بغير صيد فمات فيها ، لأن ضيق المكان سبب لموته ، فلولا يؤخذ بغير صيد فلا ، وما لو انجمد الماء فبقي بين الجمد .

وفي غرر الأفكار : لو وجده ميتا ورأسه خارج الماء يؤكل ، ولو رأسه في الماء وفي الخارج قدر النصف أو الأقل لا يؤكل وإلا يؤكل ( قوله وإلا الجريث ) بكسر المعجمة وتشديد المهملة قال في القاموس كسكيت ( قوله سمك أسود ) كذا قاله العيني : وقال الواني : نوع من السمك مدور كالترس أبو السعود ( قوله للخفاء ) أي لخفاء كونهما من جنس السمك ابن كمال ( قوله وخلاف محمد ) نقله عنه في المغرب ، قال في الدرر وهو ضعيف




الخدمات العلمية