الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - ما كسبناه من الغرب:

      د. رشـدي فـكار، المفـكر العربي المعروف، المرشح لجائزة (نوبل) والذي عـاش في الغرب ودرس وحـاضر، يقول: "لقد غصت ساحتنا المعاصرة (ببقايا موائد الغرب) بشقيه - الليبرالي والماركسي- لإنقاذنا (بالفتات) وافتعال الإشكالات، مع ترك (جوهر) ما حققه الغرب من تقدم علمي مكثف، استـأنسـه تطبيقا في تقنية التصنيـع والعمران، ومنهجا في تنوع المعـرفة وتخصصها.. لقد (افتتنا) بهذا الفتات، لنضيف إلى همومنا (المزمنة) هموما (دخيلة) ثم هموم حلول ما افتعلناه، فأصبح لدينا إشكاليات أساسية [ ص: 174 ] نابعة من واقعنا -بفقره وجهله ومرضه- وإشكاليات مفتعلة دخيلة (نتلهى) بـها..... تعـلـقنـا بالهـوامش والفروع، وتركنا الجذور والأصول، حتى غرقنا في مشاكل (حلول المشاكل) لتتعدد لدينا الحلول، وليصبح (الحل هو غيبة الحل)، وتـوالت الهـزائم على الإنسـان العـربي، من داخل ذاته، قبل أن تتسع وتتشعب وتتـداخل مع هـزائم الآخرين له ولأمته، وهكذا دخـلنا (عصر العتمة)". [1]

      فمتى يأذن الله لنا بالخروج؟؟

      (د. خلدون النقيب) شخصية علمية أكاديمية حداثية ليبرالية، لذا فإن شهادته يصعب الطعن فيها، فهو يقول: "لقد أعطتنا الرأسمالية الغربية -إضافة للعلم والتكنولوجيا- أعطتنا (العنف المسلح الشمولي والاستبداد البيروقراطي) للدولة الحديثة، والعنصرية السوفياتية (المؤدلجة) - أي التعصب القومي- هذه كلها ابتكارات (ندين) بها لحضارة الغرب الرأسمالي، كما تبلورت خلال ثلاثين سنة، من حرب ساخنة (1914-1945) وحوالي (45) سنة من حرب باردة (1945-1990م)، وكان لا بد أن تترك هذه (الابتكارات) آثارا تراكمية في الوعي الجمعي، في البيئة العربية المتخلفة، وفي عدم انتظام المجال النفسي للسكان، وبخاصة في انحسار العقلانية في التفكير، والغرق في (مستنقع) التسلط والإرهاب، المنظم" [2] .

      إنها مكاسب (عظيمة) مثل مكاسب تجارة الأسهم اليوم!! [ ص: 175 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية