الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - العلاقة بين التقليد والإبداع:

      يقول علماؤنا: التابع تابع ولا يفرد بالحكم، والمقلد تابع، والإبداع يتطلب (أصالة) لا يملكها المقلد.

      د. حسن حنفي - الكاتب المصري المعروف - يتحدث عن (تقليدنا) للغرب والذي يشمل الكثير من أمورنا، ومن ذلك (الأحزاب السياسية)، فيقول: لما تولد أحزابنا السياسية الحالية عن تيارات فكرية حديثة (تعثرت) في رؤيتها للواقع، وفي حشدها للجماهير، إذ لا يوجد (عمل سياسي) إبداعي دون (أصالة)، بعيدا عن (التغريب)، ومازالت أحزابنا السياسية حتى الآن، وخاصة (العلمانية) منها (تصوغ) القضية السياسية على نحو مغترب، وتجد (الحل) عند الآخر وليس بتحليل (الأنا) [1] .

      ويرى أن الاستعمار السياسي (رحل) ولكن ليحل مكانه استعمار ثقافي يتمثل (بالاستغراب) المقابل للاستشراق، خصوصا لدى الطبقات (العليا)...

      يعاود د. حنفي الحديث عن (التقليد والإبداع) ليحدد شروط (الإبداع) فيقول: لا إبداع ذاتي دون تحرر من هيمنة (الآخر)، ولا إبداع (أصيل) دون العودة إلى (الذات) الخاصة، بعد أن تقضي على (اغترابها) في الآخر، وتتجاوز [ ص: 121 ] هذه الأصالة مستوى الفنون الشعبية، والمظاهر الخارجية إلى مستوى القوالب (الذهنية) والتصور للعالم [2] .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية