الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - ما تقدمه الحداثة عندنا:

      د. برهان دائم الحديث عن (الحداثة)، وهو يحاكمها محاكمة (صعبة).. وأتمنى أن ينبري أحد عشاقها فيفند ما يقال في المعشوقة (حداثة).. د. برهان يقول: [ ص: 105 ]

      "إن حداثتنا (تسد) علينا الأبواب في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلم والمعرفة والاجتماع والأخلاق -ماذا بقي؟؟- إنها تنتج (قهرا وعنفا واستبدادا) أكثر بكثير مما تنتج من حريات (فكرية عملية)، وهي تراكم (الفقر والبطالة والبؤس) أكثر مما تزيد من قدرة الأفراد على الاختيار في تحسين شروط حياتهم المادية والمعنوية، وهي تشجع عمليات (غسيل) الدماغ، وصب فكر الأفراد في قوالب جاهزة وجامدة، أكثر مما تنحي العقل المفكر والمتأمل والمتسائل، وهي تعمم الأيديولوجيات والشعارات والأساطير الدعائية، أكثر مما تعمل على تكوين الأفراد وتأهيلهم، وصقل عقولهم، وتزويدهم بالمعارف الحقة، وهي تنتج (الإمعية) والتبعية والالتحاق والولاءات الزبونية والعصبوية، أكثر مما تقود إلى انبثاق الذات الحرة والمسؤولة والفاعلة والمشاركة في تقرير مصيرها، وهي تبني السلوك على معايير القوة والغطرسة والانفراد والازدواجية، وانعدام المسؤولية أكثر مما تصنع قواعد أخلاقية تنظم العلاقات بين الأفراد، على أسس طوعية مدنية... " [1] .

      أشعر أن د. غليون خاب ظنه في الحداثة، وأصيب بإحباط كبير من حداثتنا (الرثة المدجنة)، التي فشلت أن تقدم شيئا نافعا مفيدا.. فهل من يتطوع لمناقشة كل ما كتبه د. غليون وأمثاله؟ وبالمناسبة، أتمنى أن يقوم طالب (دكتوراه) فيناقش كل ما قيل في العلمانية والليبرالية والحداثة وما بعد الحداثة. [ ص: 106 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية