الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - انتشار الشك الغربي:

      الغرب منتج صناعي وزراعي وفكري، وهو يصدر للعالم كل ذلك، احتاجوه أم لم يحتاجوه، لذا يفرضون على العالم قضاياهم ومعاناتهم، ومنها (الشك في كل شيء)، وما دام (المعلم) يشك ويتشكك فليس من حق (التلاميذ) إلا (المتابعة) والرقص على قرع الطبول أو نقر الدفوف.

      د. حسن حنفي (المتتلمذ) على الغرب يكرر أن للغرب مشاكله ومتاعبه ومعاركه، وهي ليست مشاكلنا ولا معاركنا، ولكن ما الحيلة مع الوكلاء؟؟

      يقـول د. حنـفي: نظرا لأنه لا يوجد شيء (لا يمكن الشك فيه) لذا لم يعد هناك (يقين) ولا بناء لا يمكن هدمه، ولم يعد هنـاك شيء (ثابت)، من هنا اتسم الوعي الغربي (بالحيرة) وعدم الاستقرار، والبحث الدائم عن شيء لا يمكن تثبيته أو التأكد من وجوده، أو حتى من إمكانية إدراكه، بالرغم من (المناهج الحدسية) ووسائل التحقق (المنطقي والعلمي).

      لقد اتجه الوعي الأوروبي إلى (بؤرة) لا يمكن تثبيتها، لذا أصيب بالحيرة الدائمة، صار (قلقا) لا يستقر له حال على منهج أو موضوع أو نتيجة أو غاية، مرة يحاول بالعقل، وأخرى بالحدس، وثالثة (بالوجدان)، ثم لا يدرك إلا الأجزاء. [ ص: 125 ]

      (تتكافأ) عنده الأدلة، ليعود من حيث أتى.... صارت العقلية الأوروبية (مكتسبة)، لكنها فقدت (فطرتها) ونورها الطبيعي، فخسرت نفسها، وإن توهمت أنها كسبت العالم، هذا القلق المستمر دفع نحو الكشف عن مذهب جديد، ليشبع رغبة آنية، ثم يتطور لينشئ مذهبا آخر جديدا وهكذا، فكل يوم يحمل جديدا ليصبح باليا [1] .

      شك وتشكك، وجري - كأنه -خلف سراب، سقوط في "لا أدرية" معتمة، اقترب نهارها من ليلها؛ ولع بالجديد لا نهاية له!!

      التالي السابق


      الخدمات العلمية