الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - لماذا ينجح الآباء ويفشل الأبناء:

      يطرح د. حنفي تسـاؤلا يتعلق بنجـاح (آبائنا) في النقل الحضاري، بينما فشلنا في هذا الميدان، فيقول: "لماذا نجح قدماؤنا في احتواء (الآخر وتمثله) والرد عليه، وإكمال نواقصه، وحذف الزيادة منه، ولماذا لم ننجح بعد (حاليا)، بحيث احتوانا الآخر، حتى (ذبنا) فيه؟" [1] .

      وأجيب باختصار: لقد كنا أقوياء أولا، وثانيا كانت لنا (مرجعية) نثق بها، وكنا (تلاميذ) نجباء.. أما اليوم فنحن ضعفاء (متشاكسون) لا مرجعية نتفق عليها ونثق بها، وأخـيرا نحن (زبائن) لا غير، التلميذ يتعلم على أستاذه، وقد يتفوق عليه، يكمل نواقصه، يصوب أخطاءه، أما (الزبون) فغير ذلك، كليلا، إنه لا يعرف سوى (قبض البضاعة) ودفع الثمن، والذي قد يكون مضاعفا!!

      التلميذ (النجيب) قد يتقدم فيحتل كرسي أستاذه، أما الزبون فيعيش هو وأحفاده ويموتون وهم مجرد (زبائن).

      الشعب الياباني تتلمذ على الغرب، واليوم يتفوق التلميذ على أستاذه، فهل يأتي يوم يتساوى التلميذ النجيب مع الزبون؟ هيهات! [ ص: 134 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية