الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      من أسباب الفشل

      - النهوض ليس نزهة:

      النهوض بالأمة ليس نزهة، ولا يحصل بين يوم وليلة، ولا تنهض أمة بقرار سياسي من أعلى، ولا بمجرد رغبة من أسفل، ولا بد من خطة سليمة، ووسائل عملية موصلة، ومن السهولة بمكان وضع خطط جيدة، ورسم أهداف مرموقة، لكن المطلوب فوق ذلك وسـائل عملية، والناس عادة لا يختلفون كثيرا حول الأهداف الجيدة، لكنهم يختلفون حول الوسائل الموصلة والمؤدية، وفـوق هـذا وذاك فإن وضع ألف نظرية أسهل وأيسر من تطبيق واحدة، ذات يوم وضع (أفلاطون) خطة للعمل السياسي، أعجب بها أحد تلاميذه، وكان حـاكما، وعند التطبيق فشلت وكاد (أفلاطون) أن يدفع حياته ثمنا لذلك الفشل..

      وكم حاكم فاشل رفعناه فوق الأعناق، لمجرد أنه يحسن الكلام أو يجيد التـلاعب بالعـواطـف، وله جرأة على العبـاد، أو يحسن السب والشتم واللعن والقذف.

      إن النهوض يتطلب الكثير من المعارف والإخلاص، والله تعالى يخاطب بعض أنبيائه فيقول: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) (يوسف:108). [ ص: 161 ]

      فإذا كانت الدعوة لله تتطلب الإخلاص والبصيرة، فما تحتاجه نهضة شعب أو أمة هو خطة محكمة، وأن تقنع الأمة بها وبجدواها، وأن تبذل جهودا كبيرة لتسويقها والترغيب فيها..

      التالي السابق


      الخدمات العلمية