الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - مع الحلو:

      يقول كرم الحلو، في حديثه الجيد: الحداثة في عرف بعضهم مرادف للكفر والانحلال الأخلاقي والتبعية للغرب، أما في شرع (الحداثيين) فهي استبعاد لكل ما هو (تراثي أو ماضوي)، وكل ما يمت بصلة إلى (الذات) التاريخية وثوابتها الثقافية والعقائدية.. والحداثة في وجهها المادي العمراني - على رأي بعضهم- مقبولة لكن منزوعة من جذورها العقلانية ومن سياقها التاريخي الفلسفي، وهي على ما يرى (آخرون) هي أن ثمة إنجازات مادية وروحية وراء الإنجازات المادية والعمرانية، حيث يوجد عقل وروح لا تستقيم الحداثة من دونهما.

      وحين نتأمل في الواقع العربي - مطلع القرن (21) - انطلاقا من هذه الرؤية (المتنورة) لمفهوم (الحداثة) نرى أن (حداثتنا العربية) هي (حداثة معطوبة منقوصة معوقة مخادعة)، فالعالم العربي (يغص) بمنجزات الحداثة المادية والتقنية، من أبسطها إلى الأكثر تعقيدا. [ ص: 112 ]

      فإذا نظرنا في عالمنا المعاصر، وما فيه من بحوث واختراعات علمية وفكرية وثقافية، رأينا إسهاماتنا تكاد تقرب من (الصفر)، مع أن في عالمنا العربي (233) جامعة حديثة، تضم أكثر من (عشرة ملايين) جامعي، وأكثر من (ألف) مركز للبحث، ومع ذلك فإن إسرائيل تتفوق علينا كما ونوعا!!

      ويختم مقاله: نحن بحاجة إلى (مصالحة) مع الحداثة، مصالحة مجهضة، فمنذ نهضتنا العربية إلى الآن لم نتجاوز بعد مرحلة (الصدمة) [1] .

      استـعراض جيد لواقع محزن، واختلاف ليس هو الأول، ولن يكون الأخير (لحداثة) يراها البعض طوق (نجاة) ويراها -الكاتب- (معطوبة منقوصة معوقة مخادعة).

      ويرى بحق أن البعض ما يزال تحت تأثير (مرحلة الصدمة)، فمتى نتجاوزها إلى غيرها، ومتى نرسم موقفا متوازنا يحدد الحسنات والسيئات، من غير تحيز ولا انفعال؟؟

      التالي السابق


      الخدمات العلمية