الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      التحديث وشروط النهضة

      - التنمية.. التنمية.. قبل خراب البصرة:

      الفـقراء والأغنياء يتصـارخـون (التنمية التنمية) وإلا، هرول الكل على طريقة (أشعب).. يقال: إن أطفالا مشاغبين أتعبوا (أشعب) فأراد صرفهم فاخـترع (قضية) وقـال: هناك طعام يطبخ ويوزع على الفقراء، فهرول الأطفال نحو ذلك البيت، ولحق بهم (أشعب) وهو يقول: ربما كان هناك طعام...

      الكل يطلب التنمية ويتحدث عنها، كمثل الحديث عن الدمقراطية، حتى عند من لا يحسن النطق بها (سليمة).

      والدكتور عبد الوهاب المسيري، وهو الذي (حرر) (إشكالية التحيز) يرى أن (الغرب) قد بلور علاجا للنمو الاقتصادي، بحيث تكون (التنمية) كبرى الأهداف للمجتمع، وكذلك صوروا أن نموذجا واحدا تتجه إليه سائر البلدان، من هنا بذلت الكثير من دول العالم الثالث جهودا كبيرة اعتمادا على (النموذج الغربي) للتنمية، والمفارقة أنه بعد انسلاخ أكثر من ربع قرن، فقد تبين بشكل واضح أن الطريق (مسدود)، وأن خطط التنمية الغربية لم تحقق أهدافها في (الأغلب)، بل راح الكثير من هذه الدول (يئن تحت وطأة الديون، [ ص: 141 ] بالإضافة للتمزقات الاجتماعية والحضارية، مع الكثير من مشكلات في البيئة وسواها جعلت الكثير يعود للذات (بالمعنى الحضاري)..." [1] .

      فإذا لم تنجح التنمية - بحسب مدلولها الغربي- فما هو المطلوب إذن؟ نـهضة شاملة مثلا؟ وما شروط هذه النهضة؟.... وسـؤال آخر أكبر: كيف نقرأ تخلفنا؟

      التالي السابق


      الخدمات العلمية