الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - موقفنا من التراث الغربي:

      إذا كان لنا أخطاء تجاه تراثنا، فلنا أخطاء كذلك تجاه (التراث الغربي)، يقول د. حنفي: هناك ثلاثة أخطاء في موقفنا من التراث الغربي:

      1- إخراج الثقافة الغربية من بيئتها المحلية، ومن ظروفها التاريخية، وكأنها (مذاهب مطلقة) وثقـافة عامة، لا أرض لها ولا وطن، ثم جعل أنفسنا أطرافا في معاركها.

      2- منح الثقافة الغربية نوعا من الإطلاق والتعميم ليس لها، ونشرها خارج حدودها، وتحقيق مآرب ثقافة المركز، باعتبارها ثقافة مهيمنة وموجهة للأطراف كافة.

      3- محاربة الثقافة (المحلية)، إذا ما قاومت الثقافة (الوافدة)، وإحداث صراع بين (الموروث والوافد)، وشـق الثقـافة الوطنية، والسقوط في الازدواجية الثقافية [1] .

      لا يجادل أحد بأن الغرب يضغط بكل قوة- لجعل ثقافته وقيمه وتوجهاته سائدة في العالم كله، ويساعده ويشجعه في ذلك مجموعة من (الوكلاء)، قد يبالغون في الحماس أكثر من الغرب، وهم يجدون في الغرب (راعيا وحاميا ورافعا) لهم، ولذا فهناك (تخادم) أخدمني كي أتقدم وأخدمك، كذلك نجد أن (التغريب) يسبب لنا أزمة، ويشعل صراعا . [ ص: 124 ]

      الغرب الآن وعن طريق الحكومات ومراكز البحث، يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من قضايانا، بينما يخاف أن يقول كلمة لإسرائيل، في قضية مهما صغرت.

      أخيرا، فالغرب لا يخفي أزمته، ولكن الوكلاء عندنا هم الرافضون؛ لأن رأسمالهم ما لدى الغرب، فإن اعترفوا بالأزمة، فيكونوا كمن ينكر أبوة والده....

      التالي السابق


      الخدمات العلمية