الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - الغرب ملهمنا فقد الثقة بنفسه:

      منـذ أكثر من قرنين ونحـن نترسـم خطوات الغرب، خطوة خطوة، فلا يشيـع مذهب ولا فكرة إلا ولها (عشاق) عندنا ومن أهلنا.. المشكلة الآن أن هذا (المعلم) صار يمر (بفترة ضياع) بنفسه وقيمه، ابتداء من الحكومة إلى القيم التقليدية والتربوية إلى الدين والكتب المقدسة، كل ذلك بسبب الصراع من أجل (التقدم المادي)، حتى قال الفيلسوف (نيتشه): اجمع .. اجمع - أي المال - ذلك هو الشريعـة والقـانون، فإذا كان هذا حال الغرب، فما حال من يقلده ويترسم خطاه؟

      ما تقدم ليس قصيدة (هجاء) ولكنه شهادة شاهد من أهلها غير مطعون بشهادته.. يقول دكتور (كيفري لانغ) الأمريكي الأصل والجنسية [1] : أعتقد أن الغرب الحديث يمر بتجربة كبرى من ضياع الثقة بالحكومة والقيم التقليدية والتربية والعلاقات الإنسانية، وكذلك الكتب المقدسة والدين والله، كل ذلك قد اضمحل وتلاشى بسبب الصراع من أجل (التقدم المادي)، وقد خلف هذا الضياع فراغا كبيرا، وأنجب أفرادا لا يعترفون بأي نظام فكري، وهكذا أصبحوا فوضويين فضوليين، مستعدين لأي وجهة نظر بديلة. [ ص: 120 ]

      فإذا كان هذا حال (المعلم) فمـاذا سيـكون حـال التلميذ المسكين أو العاشق الولهان.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية