الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - أمريكي: الليبراليون قلة وشرعيتهم أقل:

      الكاتب الأمريكي (جون والترمان) يتحدث عن الليبراليين ومستقبلهم في الشرق الأوسط، نشرته (قضايا النهار)، وترجمته للعربية (نسرين ناصر)، يقول الكاتب: أنه خلال زيارات (باول)، وزير الخارجية الأمريكية السابق للقاهرة يخصص وقتا للتحدث إلى مجموعة من المصريين من ذوي التفكير (الليبرالي)، ومعلوم أن الليبراليين يحظون باهتمام كبير، وربما لا مثيل له، من قبل بعض (صانعي القرار والمسؤولين الأمريكان) من أمثال (باول)، كذلك يدعو دبلوماسيون في واشنطن ولندن وباريس وعواصم أخرى (ليبراليين) لتناول [ ص: 130 ] الطعام...؛ لأنهم يرون فيهم آمالا أساسية لتحقيق (الإصلاح) في العالم الإسلامي، وغـالبا ما يحصلون على (مبالغ طائلة) لتموين منظماتـهم والتي لا تتوخى الربح.

      بعض الليبراليين معروفون جدا، والبعض أقل شهرة، إلا أن (الدعم المتزايد لهؤلاء يضر بهم كثيرا، فبدلا من ترسيخ مكانتهم في بلدانهم، تؤدي هذه (المظاهر) العلنية لدعمهم إلى تهميشهم أكثر فأكثر، وفي النهاية يؤدي (الدعم المضلل) إلى عرقلة (التغيير) نفسه، الذي يطالب به الغرب.

      إن هؤلاء الليبراليين يتركزون في الجامعات والمنظمات الأهلية، وفي العادة هم يجيدون الإنكليزية والفرنسية، وهم مرتاحون للغربيين، وكذلك الغرب يرتاح لهم، إنهم يتقدمون بالسن، ويعيشون في عزلة أكبر، وأعدادهم في تناقص، وتأييدهم (ضئيل) بين السكان، أما (شرعيتهم) فأقل - في نظر مواطنيهم- وقد صاروا يمثلون (أفكار الماضي) الفاشلة، بدلا من آمال المستقبل (الجريئة)... إنـهم يخسرون (المعركة) بسرعـة، ولا يفـوزون بقلوب الناس ولا بعقولهم.

      أما الاهتمام الغربي فيلصق بهم أكثر وأكثر صفة (المتواطئين)، كذلك تضعفهم الجهود الغربية لإضعاف العالم العربي، والمساعدة في إخضاعه.

      إن تخصيص طاقة كبيرة للتحدث في المؤتمرات والمنابر الغربية، كل ذلك يلهيهم عن العمل في مجتمعاتهم الخاصة، ومعظمهم يأمل أن تسلمهم أمريكا قيادة بلدانهم، في حين توجد مجموعات عربية (محافظة) تنفذ بفاعلية برامج [ ص: 131 ] مبتـكرة، (مثيرة للإعجاب) هدفها تقديـم سلسلة من الخدمات، التي تؤثر في حياة الناس اليومية...... الليبراليون يعتبرون مهمتهم قد انتهت وأنجزت حين يكتبون مقالة، أو يتحدثون أمام مؤتمر أجنبي [1] .

      بالمناسبة أذكر أن شخصية عربية (مسؤولة) كانت تتوسل إلى صديق كي تكف أمريكا عن مدحه، فكلما كثر المدح (احترق الرجل)، وبالمناسبة فإن علمانيا خليجيا - حتى نخاع العظم- حدثت له متاعب في الخليج فعرضت إسرائيل عليه أن يهاجر إليها!!

      التالي السابق


      الخدمات العلمية