الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - لماذا عجزنا عن العلاج؟

      الإنسان يمرض فيعالج بالتداوي، والحضارة تمرض فإذا شخص المرض وجرى العلاج فقد تتعافى، والباحث (د. محمد عمر شبرا) يبحث عن جواب لفشـل المجتمـع عن عـلاج للأمراض، التي ضربتـه لـدى المفـكر الكبير (ابن خلدون)، فهو من كبار مثقفي زمانه، تتلمذ على (ابن رشد) الفيلسوف [ ص: 168 ] المعروف، وقد جمع - ابن خلدون - بين الدراسة النظرية والاشتغال بالسياسة، فقد شغل وظيفة (حاجب) لحاكم (بجاية) في الشمال الأفريقي، لذا راح يبحث عن (أسباب العجز) في الحقل السياسي أولا، فشخص السبب في الانتقال من (خلافة راشدة) إلى ملك عضوض، وهو يستلهم في ذلك ما ورد في (السنة)، فيرى أن القيم قد تراجعت، كما حصل خرق للنظم، وأسيئ استخدام موارد الدولة، فازدادت الضرائب، فوقعت (الدولة، والعدالة، والتنمية) ضحية، لذا تراجع تضامن الناس، كما تأثر (الحافز) للعمل والإنتاج، وكثرت النزاعات، وانقسم المجتمع إلى فئات متناحرة، فساد بسبب ذلك نوع من (الركود)، وهكذا فقد الإسلام (حيويته) ولعدة قرون [1] ...

      فهل تكفي هذه العوامل (السلبية) لعجز المجتمع عن العلاج؟ ابن خلدون لا يكتفي بذلك، بل يضع (قواعد) تترجم رأيه.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية