الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - الحداثة والتاريخ والأزهار المسمومة:

      التاريخ - كما أتصوره - هو نهر الحياة المتدفق، يكون يوما عذبا رقراقا، ومرة خليطا بالطين والطمي، وما يحمله الماء من الغثاء.

      أما (الحداثة)، (فبدلة عرس)، تلبس مرة ثم تطوى، أما التاريخ فأعظم من ذلك وأكبر.. (هنري لوفيفر) يدرس علاقة الحداثة بالتاريخ، ولكن بأسلوب (أدبي متأنق)، فالحداثة - عنده - من البلاغة - وهي باقة من (الأيديولوجيات) وأزهار (سامة ذابلة وهمية)، لكنها معطرة [ ص: 172 ] (بشكل صناعي).. ويزيد (هنري): "لن تزعم الحداثة تصفية التاريخ، فهذا زعم متطرف مزيف، بقدر زيف إرجاع المعرفة للمعلومات، الحداثة تتلألأ على الركود، تقنع الشيء ذاته، الذي لم يتغير تحت مظاهر (فظة) أحيانا، وبارعة أحيانا، تقنع بالجدة، وضد التحليل النقدي... فالحداثة والحياة اليومية (عاهرتان) متواطئتان، تعملان معا، تغشان معا، تخدعان معا، وتعيدان الخداع، ولكن رابطتهما لا تلغي التاريخية، بل تشير إلى انهيارها، وربما لتوقفها". [1]

      تعبير متأنق، ولغة أدبية، هل هي من (هنري) أم ممن ترجم، لا أدري!! الحداثة بلاغة، أي كلام عذب، لكنه أشبه بورد صناعي، أو أزهار سامة ذابلة - فاقدة للحياة- وهمية غير حقيقية، لكنها معطرة.

      والشيء الذي عز علي فهمه قول (هنري): إن الحداثة والحياة اليومية (عاهرتان) تعملان معا، وتغشان معا وتخدعان معا.... إلخ!!

      هذا عز علي فهمه، وأخشى أن تكون الترجمة غير موفقة.

      الحداثيون في الغرب أنجزوا أمورا، أما عندنا فماذا أنجزوا؟ يكتب أحدهم مقـالة، أو يترجم مقـالـة، يلقي محـاضرة أو يتحـدث أمام مؤتمر في واشنـطن أو لنـدن، ثم يحسـب أنه جـاء (بالأسد يجره من ذيله)، إنـهـم كمن ينكت في مأتم، أو يبكي في عرس، أجسامهم معنا وقلوبهم وعقولهم في أماكن بعيدة، شاخوا وأفلسوا، لذا كانت صناديق الاقتراع الحكم الفصل، ففشلوا في كل مكان.. واللهم لا شماتة..

      البعض (ينق) كالضفادع، فهل أجدى نقيقها شيئا؟

      التالي السابق


      الخدمات العلمية